بقلم : محمد الجوكر
يسعى الأشقاء العراقيون، لإعادة الحياة الرياضية، وهي الأهم في تاريخ كل بلد، فالرياضة العراقية مشهودة في الملاعب والمشاركات الدولية والقارية، وما نتوقف عنده اليوم، هي مباراة الأربعاء المقبل، التي تجمع أسود الرافدين مع المنتخب السعودي، بإدارة تحكيمية إماراتية، من أجل المساهمة في دعم ملف رفع الحظر عن الملاعب العراقية، ويلعب الأخضر لأول مرة منذ 39 عاماً هناك، وقد شعرت بمدى ما يمتلكه العراقيون من عقليات كبيرة، حيث وجهت الدعوة لي، من أكثر من زميل، خلال مشاركتنا في خليجي 23 بالكويت في يناير الماضي، والبصرة التي ستقام عليها المباراة الودية التاريخية، هي موطن العديد من الألعاب الرياضية، ومن أهمها كرة القدم، فهي أول من احتضن العديد من الأنشطة الرياضية، وأبطالها كانوا يصولون ويجولون في كافة المنتخبات العراقية دون استثناء، والبصرة صاحبة أول وسام أولمبي للعراق، بجهود البطل البصري (عبد الواحد عزيز) رحمة الله عليه.
وقد تشكلت لجنة توثيق الرياضة في البصرة، برئاسة علي محمد خان، الصديق العزيز، الذي درب فريق أهلي دبي في كرة السلة، وحقق طفرة كبيرة، وفاز معه ببطولة أول كأس، كما سبق له العمل في تدريب نادي الكويت، وبعد نجاحه في الإمارات، ذهب للأردن، وهناك درب المنتخب العسكري، الذي فاز معه ببطولة العالم العسكرية، ونال أعلى الأوسمة، وعلي خان، لم يكن مدرباً فحسب، وإنما صديق وأخ، دخلت بيته، وعلمنا أساسيات كرة السلة، عندما «تورطت» وقمت بالتعليق على أول بطولة خليجية لكرة السلة، جرت عام 1980، بصالة المنطقة العسكرية الوسطى بدبي، حيث تم الاستعانة به للتحليل والتعليق، فكان خير عون وداعم لنا، والآن، كما علمت، أنه سيتولى مسؤولية التوثيق، وكل ما أتمناه، أن تكون الرياضة العراقية بخير دائماً.
وأشعر بضرورة مساندة الأشقاء في العراق، ومنهم الرياضيون، باعتبارهم جزءاً من نسيج المجتمع، فهم إخوتنا، ونحن إذ نمد لهم يد الدعم، فإن ذلك من حقهم علينا، ونتمنى أن تستمر الرياضة في بلاد الرافدين، بعد فتح صفحة جديدة في مجال اللعب، تعيدهم للساحة، فهذا البلد بحاجة ماسة لجهود أبنائه في كل القطاعات الرياضية، وحدث بعد غد، غير مسبوق، وتنتظره البصرة، حيث تستقبل أول منتخب خليجي لكرة القدم، يزور مدينة الفيحاء، التي ستشهد المنتخب الأخضر، الذي يستعد لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018، وتعد المباراة وتوقيتها، خطوة موفقة للجهات الرياضية في العراق، للاشتراك في ملف رفع الحظر، والأمتار الأخيرة تحمل أخباراً سارة، بعودة الأمور لطبيعتها، وإقامة المباريات الرسمية، والمسار آخذ بالتحسن، لتعود الكرة العراقية، كما يقولون بلهجتهم، إلى «خانة» السبعينيات والثمانينيات، برغم الواقع الذي تعيشه، فالأشقاء شرعوا بالخطوات العملية لإنجاح المناسبة، وإخراجها بشكل مميز، يعكس قدرة أبناء الحضارة على تنظيم المباريات الدولية والبطولات الرسمية، وصولاً لتحقيق حلم احتضان خليجي 24 المقبلة في البصرة، (كلش زين بصراوي).. والله من رواء القصد. نقلا عن البيان