بقلم : محمد الجوكر
* طول عمرنا، علاقتنا مع مصر، علاقة من نوع خاص جداً، علاقة شقيقين، تربطهما مصالح مشتركة، بحيث لا غني لأحدهما عن الآخر، ومصر هي بيت العرب، والخير كله يأتي من «أم الدنيا»، التي تعلمنا من أساتذتها في المدارس والصحافة والثقافة والرياضة والفنون والآداب، وغيرها من مناحي الحياة، فهي غير لنا، هكذا علاقتنا قوية، وستبقى كذلك، لأن مصيرنا واحد وهدفنا واحد، وقد تعلمنا هذا الحب للشقيقة مصر، من القائد المؤسس للدولة، المغفور له، الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وقد سعدت بتتويج النادي الأهلي بلقب الدوري المصري للمرة الـ 40 في تاريخه، وقبل ست جولات على نهاية البطولة، رغم أني أشجع الزمالك، لأن لاعبيه القدامى، لعبوا هنا في المنطقة، وارتبطنا بهم، ولكن اليوم، تغيرت أحوال الفريق، وأصبحت خائفاً عليه!!
* والرياضة المصرية عريقة، استفادت منها الدول العربية، لخبراتها التي سبقت بها البقية في ممارسة الرياضة، كونها المعيار الحقيقي لبناء وتقوية العلاقة بين الشعوب العربية، وقد مارست دورها الريادي، خاصة مع كل دول الخليج العربي، في مرحلة البدايات، وتحديداً في السبعينيات، والرياضة أحد معايير التقدم والتنمية لكل مجتمع، وهي حق مكتسب، كفلته الدساتير والنصوص، وأتمنى أن يعود الجمهور المصري إلى المدرجات، من أجل ترسيخ مفهوم الرياضة السمحة، وتوفير التكامل لتنمية قدرات أبنائها، والابتعاد عن الشغب، لأننا نعتبر مصر دائماً، مثالاً حياً في عشق الجماهير للرياضة، ولأنها درست معظم رياضيينا العرب.
* والتاريخ يذكر أن الفراعنة المصريين، اهتموا بالرياضة، كوسيلة للحفاظ على الصحة والقوة، وقد مارس المصريون الأوائل أشكالاً من الألعاب في العصر التركي والمملوكي، ولكن الرياضة الحديثة التي عرفها الأشقاء مع الاحتلال البريطاني عام 1882، في فترة الخديوي عباس حلمي، تمثلت في تأسيس أول فريق مصري عام 1895 باسم فريق ناشد، نسبة إلى مؤسسه، وبدأت الأندية في الظهور، مع مطلع القرن العشرين، وعرفت مصر أول كأس رسمية عام 1913، وفي عام 1921، تأسس أول اتحاد مصري لكرة القدم.
* وفي عام 1922، بدأت كأس الأمير فاروق، التي أصبحت فيما بعد كأس مصر، وشهدت الحركة الرياضية في هذه الفترة، نقلة نوعية في مسيرة الحياة الرياضية هناك، وبدأت تغذي مصر دولنا باللاعبين والمدربين، وزارتنا العديد من الفرق التي لعبت هنا، وارتبطت بنا، وأصبحت من العلامات التاريخية المضيئة، في تقوية العلاقات بيننا، وها هو الزمالك العملاق، سيزورنا قريباً، للعب أمام النصر عميد الأندية الإماراتية، في مهرجان اعتزال بعض لاعبي المنتخب الوطني السابقين.
* وبمناسبة الحديث عن مصر، أتقدم بخالص العزاء في رحيل الكابتن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة الأسبق، صاحب الإنجازات التاريخية لكرة القدم المصرية، والملقب بـ «صائد البطولات»، والذي لقي ربه بسبب مرضه، ومنذ أن عرفته، لا يعرف إلا الجد في العمل، وكان شخصية مميزة، وفي كل مناسبة كنت أحب «قفشاته»، وهو الرئيس الأكثر تتويجاً بالألقاب، فلم يحقق أي رئيس اتحاد أفريقي أو عربي، الإنجازات التي حصلت عليها الكرة المصرية في عهده، ولم ينل حقه الإعلامي، مثل بعض الذين لم «يلمسوا» الكرة، وأصبحوا للأسف نجوم شاشة اليوم!! والله من وراء القصد.