بقلم : محمد الجوكر
الحراك الرياضي هذه الأيام ممتع وذكي، خاصة مبادرة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، ولي عهد دبي، فهي أكثر من رائعة حيث نجد الأنشطة التوعوية تزداد كل يوم، وهو دليل على أهمية الرياضة في بناء المجتمعات وتثقيف الشعوب، خاصة الرياضات الفردية المرتبطة بالألعاب الأولمبية، فهي قمة التفكير وهي فرصة طيبة نستثمرها لصالحنا في تنظيم الدورات الرياضية الكبرى لنبدأ مثلاً بالعربي وثم القارئ، أذكركم بأنه كان من المقرر أن تقام الدورة الآسيوية للألعاب هنا على ملاعبنا وفي أحضان بلادنا هذا العام، هذه التوصية اتخذتها اللجنة الأولمبية الوطنية قبل دورتين، فمثل هذه الطلبات تحتاج لدراستها، ومن خلال هذه التحركات نستطيع أن نضع الخطوط اللازمة والأهداف والتصورات الكفيلة بالطلب الرسمي، خاصة أن هناك تأييداً من معظم القيادات الرياضية الدولية والقارية على دورنا، الذي يأتي من منطلق حرصنا على المساهمة في إثراء الرسالة السامية للميثاق الأولمبي.
إن ما تتمتع بها دولتنا والإمكانات التي نمتلكها تدعونا إلى التفاؤل، وخاصة أن هناك توافقاً نحو التطرق إلى العالمية وطرق هذا الباب من أوسع أبوابه، فالتنسيق المطلوب بين المؤسسات الرياضية بعد التوجه الجديد هو أن يكون للجنة الأولمبية دور في صنع القرار الرياضي، من منطلق أهمية دورة الدولي، فهناك اتفاق تام بين وجهات النظر أن تتحرك مع الجهات العليا، لنحقق حلمنا لتنظيم حدث أولمبي كبير، فلدينا هذا الكم الهائل من الأحداث الرياضية فلماذا لا نوحدها في مناسبة أكبر، فالتوجه واضح وقوة الأفكار مدعومة بالاستراتيجية التي حددتها الحكومة، فمتى يتحقق حلمنا الرياضي، ومتى نرى إعلان قرار يدعم الملف الرياضي بقيادة شخصية مناسبة لتقود هذا الملف، لكي نتحرك بفكر واحد وبهدف واحد، فالرياضة بحاجة إلى هيئة مستقلة فالملف بحاجة إلى أن نعرف نحن اتجاهنا إلى أين ذاهب.
مثال قريب من الشقيقة الكبرى أنقل لكم الدور الذي يلعبه تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة، بحماية الكرة السعودية، من ظلم وإجحاف من وصفهم بـ «أقزام آسيا»، مبيناً أن المنتخبات والأندية السعودية تعرضت للظلم والإجحاف خاصة من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، عبر مداخله له ببرنامج الكورة «لن أسمح أن يتكرر ما حدث بحق الأندية والمنتخبات السعودية سابقاً، خاصة من الاتحاد الآسيوي، لن يضروا الرياضة السعودية وهذا وعد مني! ويأتي تخوفه من وقوع ظلم تحكيمي على نادي الهلال في نهائي بطولة دوري أبطال آسيا أمام فريق اوراوا الياباني على ما يقلقهم هو عدم اختيار من هو كفء لإدارة هذه المباريات، بعد ظلم تحكيمي واضح في نهائي آسيا بين الهلال وسيدني الأسترالي قبل سنوات.
نحن بحاجة إلى إدارة رياضية عليا سواء من خلال إنشاء هيئة جديدة أو الحالية، نريد دورها القوي والدائم لتكون شريكاً حقيقياً وتتدخل، ويكون لها وضعها الاعتباري والمرجعية الأولى، ويحق لها اتخاذ القرارات التي تخدم واقعنا الرياضي، لا تنتظر من يطلب منها أن تضع يدها أولاً بأول، وتكون شريكاً حقيقياً لا استعراضياً! نحن في أي اتجاه؟! والله من وراء القصد.