بقلم : محمد الجوكر
حظي قطاع الشباب والرياضة، باهتمام ودعم لامحدود من قبل قيادتنا الرشيدة، وذلك منذ انطلاقة المسيرة الاتحادية في الثاني من ديسمبر عام 1971، وهذا القطاع الحيوي والهام، يجد اهتماماً كبيراً، ساهم في النهوض به وتطوره، وبمناسبة احتفالنا بمرور 46 عاماً، ومن هذه الاهتمامات التي نراها في الساحة الآن، مبادرة محمد بن راشد العالمية (جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي).
فالحراك الذي تبناه مجلس دبي الرياضي هدفه تحقيق أهم ركائز التنمية وهو بناء الإنسان، إذ إنه لا يمكن الوصول لتنمية حقيقية، ما لم تكن هناك مبادرات، فحضارة الأمم، يقاس مكانها بين الشعوب من احترام الإنسان وعقله وطموحاته، والرياضة أحد هذه المرتكزات، وجاء اختيار معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، عضو مجلس الوزراء وزير التسامح، الشخصية الرياضية المحلية، عند إعلان أسماء الفائزين بجائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي، أول من أمس، تقديراً لجهوده في إثراء الحركة الرياضية، من خلال رئاسته مجلس إدارة الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، وتوجيهاته ومبادراته، لدعم الاتحادات الرياضية الوطنية والأندية وتوسيع قاعدة ممارسة الرياضة خلال فترة رئاسته للهيئة، من عام 2004 إلى 2017.
وكان لي شرف كبير، أن تعرفت على أفضل شخصية محلية صاحب جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي، منذ أكثر من 37 عاماً، عندما كنت طالباً في الجامعة بالعين، ويوم تسلمت شهادة التخرج من يد المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه، بحضور الشيخ نهيان، الذي كان وقتها رئيساً للجامعة، وكان ذلك في صالة نادي العين المغلقة، حيث كانت تقام الاحتفالات، واليوم سعدت بأن ينال «بوسعيد» الجائزة التي تحمل اسم محمد بن راشد، ويفتخر بها كل الرياضيين، في دورتها التاسعة، والتي تضاف إلى الجوائز والأوسمة التي نالها، تقديراً لدوره المتعدد من كل الجوانب، أهمها أنه رجل الإنسانية والتسامح والطيبة والتواضع، وتحضرني مواقف لا أنساها، مع الشيخ نهيان، منها أنه كتب لي مقدمة كتابين الأول «فرحة وطن» والثاني «الأهلي.. فرسان الإنجازات»، وهو شرف أعتز به، وبكل حرف من كلماته، وأعتبرها وساماً على صدري، من رجل له مكانة خاصة لدى كافة الأفراد والهيئات في المجتمع، وقد أسعدني تشجيعه لي، وكان بمثابة الدافع الأكبر للبداية والمواصلة، لأنها كانت نابعة من حرصه على تشجيع أبناء الوطن، فالشيخ تربى ونشأ في بيت والده المغفور له بإذن الله الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان، أول وزير للداخلية وأول رئيس لاتحاد كرة القدم مع قيام الاتحاد.
والشيخ نهيان الإنسان، علاقته قوية بالقطاعين الشبابي والرياضي، ولا تنتهي، وعشتها كثيراً معه من خلال زياراتنا الدائمة إلى منطقة البطين «أبوظبي»، المكان المفضل لدى كل من يزور البلاد، حيث يجمع الرياضي والأكاديمي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والفني، فالمكان علامة مضيئة، في مجتمعنا، أُنشئ في بداية السبعينات، ليكون مقرا لكل الزائرين، ويصبح واحداً من الرموز التاريخية في هذا الوطن الغالي، وأعود وأهنئ شيخنا المتألق والمبدع وأقول «مبارك يا بومبارك».. والله من وراء القصد.