بقلم : محمد الجوكر
(عبد المنصب) هو شعار البعض، ذكرناه مراراً وتكراراً، ولخصناه أكثر من مرة (ما في ها البلد غير هذا الولد).. فلماذا السيطرة وحب الكراسيّ وتعدد المناصب، والرياضة باقية والأشخاص زائلون، هذا الذي يجب أن نتمسك به من أجل تطوير أنفسنا، بعيداً عن الأساليب المخادعة التي تسيء لنا، وأن نعمل وفق أصول ومبادئ صحيحة، فالمؤسسات يجب أن تقوى، وأن تنال دورها الطبيعي، لكى تتسابق متطلعة إلى تحقيق المكاسب الرياضية، فالحوار الهادئ بين الأسرة الواحدة، يجب أن يستمر وألا يتوقف، فبمثله نزيل الحساسيات، ونرفع من مكانتنا، دون النظر إلى المصالح الخاصة أو منافع شخصية.
فإذا توحدت الصفوف، وصفيت النوايا، فإننا سنتغلب على الكثير من القضايا الشائكة والمعلقة، التي تقف عثرة في طريق الإصلاح الرياضي، وذلك من خلال التفكير في الصالح العام، والعمل فريقاً واحداً، وبروح وطنية، دون أن نضع حساباً للمصالح الفردية.
وإذا وفرنا الطاقات والهمم لإصلاح المسار، فعلينا أن نترك من يريد أن يعمل دون تدخل وضغط، من أجل أهداف أخرى، بعيدة عن الجو الرياضي، حيث بدأت هذه الظاهرة السلبية تنتشر وتكثر على السطح المليء بالتناقضات والغرائب والعجائب، فأصبح لدينا (الشين والزين).. وللأسف، الكل يتساوى في ظل التقييم، وأصبح الأخ «عبد المنصب»، يطلب بشعار «هل من مزيد من هنا وهناك»، وهو لا يكتفي، بل يريد زيادة مناصبه، ويضرب بالازدواجية عرض الحائط، وهكذا نرى المشهد على المسرح.
وما زالت الساحة تترقب ما تسفر عنه ترشيحات الأندية، بشأن انتخابات اتحاد الكرة المرتقبة، حيث بدأ بعضها يتراجع، ويغير ممثله، الذي أعلن عنه سابقاً، ويأخذ أبعاداً أخرى، وهذا بالتأكيد، لن يحدث إلا في حالة واحدة أو اثنتين، وهناك أعمال إيجابية وأعمال سلبية، وهي ظاهرة صحية، وما أدعو إليه، هو أن نبتعد عن تصفية الحسابات، ولا نخلقها بأنفسنا، فـ «من بيته من زجاج لا يرمي الناس بحجر»، وعلينا التطلع إلى تحقيق الألفة والمحبة، وأن نشهد حالة التغيير والإصلاح في كل الأحداث الرياضية المرتقبة، وأن نعكس أهمية دور الرياضة في حياتنا، وألا نترك ما في النفوس ولا نعلق أخطاءنا على الغير.
الحالة الرياضية في يومنا هذا، والاختلاف في الآراء، لا يفسد الود في أي قضية، فكل الآراء ووجهات النظر تُحترم وتُقدر بشرط، ألا نتطاول على الآخرين، لأنها ليست من أخلاقياتنا، والرياضة لها أصولها السامية، منها ثقافة احترام الآخرين، وهي سمة استلهمناها من قادتنا، وأهمية دور الرياضة، كونه مفهوماً حديثاً، يستحوذ على الرعاية والعناية، بعد أن أصبح للرياضة ثقلها الإنساني في عصر، للأسف، يسعى البعض فيه لأن يأكل من كتف الآخر!
في مثل هذه المواقف، دائماً أشدد وأدعو، أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب، لأننا بحاجة للإصلاح الحقيقي، والعمل قدماً نحو المستقبل، وليس نحو المزيد من تعدد الكراسي والمناصب، وألا أسمع طلبوا مني.. فلم أرفض المنصب.
والله من وراء القصد.
نقلا عن البيان