بقلم : محمد الجوكر
تأسس اتحاد كرة القدم بدولة الإمارات عام 1971، وبذلك يكون أول اتحاد رياضي يؤسس منذ إعلان قيام الدولة في الثاني من ديسمبر 1971، وفي تلك الفترة، ظهر صوت المعلق الكروي الكبير علي حميد، كمعلق برز، واستطاع أن يصل إلى الجمهور بسهولة، ونجح في كسب قلوب الجميع، وأصبحت له شخصيته وخبرته، متسلحاً بها منذ ذلك التاريخ، وله من العلاقات الواسعة مع اللاعبين بمختلف الأجيال، والإداريين والفنيين وغيرهم من أفراد الأسرة الكروية. ولهذا، لن أتخلف عن زميلي، بل أشاركه في رغبته، فهو رفيق دربي، بل لي الشرف بأن يكون نائباً لرئيس جمعية الإعلام الرياضي، نستلهم من آرائه وأفكاره في خدمة مسيرة الإعلام الرياضي، في خدمة المجتمع المدني، فالرياضة جزء مهم في عملية التنمية والازدهار، واليوم نحن بحاجة إلى نوعية مختلفة من الإعلاميين أصحاب الخبرة والعلاقات الواسعة، وليسوا من أصحاب السفرات والمهمات والمناسبات، وعلي حميد، نموذج مشرف، ساهم في تطوير التعليق الكروي، وشارك في المئات من البطولات المحلية والإقليمية والعربية والقارية والدولية، فأصبح صوتاً مميزاً، من أول وهلة تعرف أنه إماراتي، لازمته في العشرات من المهمات الرياضة، وبالأخص دورات كأس الخليج العربي لكرة القدم، فهو وجه مألوف ومحبوب، وتشاء الصدف أن تكون أرض الكويت أول لقاء يجمعنا، كان ذلك في نهائيات كأس أمم آسيا سبتمبر عام 1980، هو يحمل الميكروفون، والعبد لله يحمل معه القلم والكشكول!!
اعتزاله التعليق في دورات كأس الخليج، كان قراراً صعباً عليه، لكن أراه نابعاً من إيمانه بأن البطولة التي دخلت عامها الـ 47، والتي أصبح عميدها وشيخها في مجال التعليق، فهو الأكثر مشاركة من الجميع، وأصبح اسمه رمزاً من رموز الرياضة الخليجية، فقرار تكريمه من وفدنا الكروي، ضربة معلم، لدوره الكبير، فهو يستحق أكثر من ذلك، وحرص اتحاد الكرة واضح، فالرسالة تبين للجميع أن لدينا خبرات وكفاءات نعتز بها، ونحمد الله بأننا اليوم لا نعتمد إلا على الكفاءة والخبرة والثقة، وكل ذلك موجود في معلقنا الكبير «بومحمد».
فهو رجل متقاعد من القوات المسلحة برتبة ضابط كبير، علمته الحياة العسكرية الانضباط، وهو منظم، كونه معلقاً كروياً، من الذين شغلوا المناصب العليا في اتحادات بلدانهم، فهذا يزيد من الترابط والمعايشة اليومية لواقع اللعبة، ويوجد في الساحة بشكل يومي، فشيخ المعلقين ليس من هواة جمع المناصب والاحتكار، ولهذا اتخذ هذه الخطوة، فاتحاً المجال لجيل اليوم، ليكمل ما بناه عملاق التعليق الكروي الإماراتي بعد هذه الفترة الطويلة من تجربتنا الإعلامية، فلم يكتفِ فقط بالتعليق، بل ساهم في بالتقديم والإعداد والحوارات التلفزيونية، فمشواره لم يكن مفروشاً بالورود في بداية انطلاقة صوته، فهو من رجال الزمن الجميل، عشق المهنة، وأصبح مطلوباً لكل القنوات الرياضية، لما يتمتع به من مكان وتقدير، لأنه المعلق الأول، أعرفه جيداً، ومن منطلق إيماني العميق بأن التعليق فن وثقافة وأخلاق، هذا ما توصلنا إليه وشعرنا به في الآونة الأخيرة، بعد أن فاض الكيل عند سماعنا لبعض الأصوات الشاذة التي تدعي التمثيل، وأحياناً الغناء والشعر، وغيرها من المصطلحات التي دخلت على الهواء، أفسدت فن التعلق!.. والله من وراء القصد.