بقلم : محمد الجوكر
وصف سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي في أبوظبي، فكر القائد المؤسس الشيخ زايد طيب الله ثراه، بأنه رسالة إنسانية، وهذا ماعبر عنه وفدنا الرياضي في العاصمة السودانية الخرطوم، وبيننا وبين الأخوة السودانيين، «عشرة عمر»، تمتد لأكثر من 50 سنة، خاصة في المجال الإعلامي والصحافة، والرياضة بالتحديد، لما يعرف عن هذا الشعب، تعلقه وعشقه للرياضة والصحافة، اللتين يعتبرهما وجبة أساسية في حياته اليومية، فهم عشاق الكلمة، وكرة القدم على وجه الخصوص، والعرس الكروي الذي سيجمع القطبين الهلال والمريخ على أرض زايد الخير 2 نوفمبر المقبل، والتنسيق المشترك للقاء المرتقب، يستحق أن نشير إليه، خاصة أن الكرة السودانية، تاريخها في الخليج عامة، له أبعاده القديمة، فقد ساهم الأخوة (الزولات) في المنطقة، بإثراء العديد من المجالات الرياضية، سواء في التدريب أو اللعب أوفي الطب والثقافة والأدب والصحافة، ومن الصعب علينا أن ننسى دورهم وأفضالهم.
ولا أستطيع أن أرد لهم الجميل، إلا بهذه الكلمات البسيطة، التي أعبر فيها عن محبتي لكل (الزولات)، بدءاً من اللاعبين والزملاء، في جميع الصحف الخليجية واللاعبين القدامى، الذين كان لهم بصمات واضحة، عندما لعبوا في دوريات الخليج كلاعبين أجانب، في حقبة زمنية هامة، ويكفي أن نعلم أن البروفيسورعلي شمو من السودان، تولى منصب وكيل وزارة الإعلام والثقافة، في بداية تشكيل الوزارة في عهد المغفور له أحمد بن حامد وزير الإعلام والثقافة السابق مع قيام الدولة، واليوم، بعد الزيارة الناجحة لوفد اتحاد الكرة ومجلس أبوظبي الرياضي، للإتفاق مع اتحاد الكرة السوداني، لاستضافتنا قمة الكرة السودانية، التي ستجمع أكبر ناديين شعبية وجماهيرية في السودان والمنطقة العربية، على ستاد محمد بن زايد بنادي الجزيرة في نوفمبر المقبل، وبدعم ورعاية وتوجيهات القيادة الرشيدة، تأتي هذه المبادرة، إيماناً بالعلاقات المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين، منذ تأسيس الاتحاد، وتأتي هذه المباراة كبادرة أولى للتعاون بين الطرفين، وتبادل الخبرات الرياضية في المستقبل، وإعادة الكرة السودانية إلى الواجهة مجدداً، بعد أن عانت الكثير من الظروف الصعبة، في الفترة السابقة، ولابد أن نشكر الأخوة على الجهود التي بذلوها في كل دول الخليج، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، ونحن نحترم ونقدر تاريخ الكرة السودانية الحافل.
ولنا تجربة جميلة في ناديي النصر والوصل، عندما استضفنا فرق السودان الكبيرة في منتصف الثمانينات في دبي، واليوم، نقدم تجربة مماثله لأهمية دور السودان في تاريخنا الكروي في منطقة الخليج العربي عامة، مع الرياضة السودانية التي لها دور حافل، والمبادرة الإماراتية في عام زايد، تمتد وتصل إلى السودان الذي تربطنا به ذكريات قديمة لا يمكن للمرء أن ينساها، فأهلاً بـ «الزولات»، لكي نعيد ذكريات الزمان الجميلة، عندما تألقوا وأبدعوا في ملاعبنا، أيام الملاعب الرملية.. والله من وراء القصد.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان