بقلم : محمد الجوكر
تعد الإمارات، أكثر الدول العربية نشاطاً بالأحداث الرياضية والبطولات الرسمية والودية، التي تقام فيها على مدار السنة، بجانب العديد من الجوائز والمبادرات التشجيعية للرياضيين، والتي تمثل حافزاً للمجتهدين والمتميزين، كان آخرها، جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي، في نسختها التاسعة، والتي فاز فيها نجوم عرب قدامى وحاليون، بجانب نجوم الرياضة الإماراتية، بحضور على مستوى عالٍ، ما يعني أن الدولة تقدر الاجتهاد والإبداع، وهناك غيرها من الفعاليات التي يمكنها أن تأخذ الطابع الرياضي الشبابي، ولهذا نطرح تساؤلاً من جديد، هل فكرنا بشكل عملي وفعلي، وقيمنا أنفسنا ودرسنا كيفية تطوير بطولاتنا لتصبح دورات كبرى؟.
ونحن مع بداية العام الجديد، أذكركم بتنظيم دورة الآسياد التي تشارك فيها 45 دولة منضوية تحت مظلة المجلس الأولمبي الآسيوي، يمثلها نحو 10 آلاف رياضي في 40 رياضة موزعة على 67 لعبة و462 مسابقة، طالما لدينا هذا العدد الكبير من المرافق والمنشآت الرياضية الحديثة لمختلف الألعاب، وأذكركم أيضاً، أن هناك منتدى الإمارات لاستدامة المنشآت الرياضية، والتي تبين فيها الدولة عبر وزارة التطوير والبنية التحتية والهيئة العامة للرياضة، مدى تطوير البنية لرياضتنا، بفضل الدعم الكبير من القيادة السياسية والحكومة الرشيدة، لأهمية البيئة المناسبة لأبنائنا.
وسيعقد بمقر الهيئة العامة للرياضة، مؤتمر صحافي يوم غد، للكشف عن فعاليات المنتدى، وهنا أيضاً أتساءل، هل لدينا إحصائية كاملة لكل الملاعب والمضامير والمرافق والمنشآت، من قبل الجهات الرسمية؟، أم العمل والجهود «مشتتة»، فلا بد أن تكون لدينا خارطة طريق للمنشآت، وخطة مرسومة بالتفصيل لكل المرافق الرياضية بالدولة، وأقترح على من يهمه الأمر، أن نتقدم بشكل رسمي عبر اللجنة الأولمبية الوطنية، التي أتمناها أن تعيد لنفسها مكانتها، وتعود وتستأنف نشاطها، فليس معقولاً أن تتوقف أكثر من سنة كاملة!!.
وهنا، يتطلب دور الهيئة العامة في شكلها المرتقب، فلماذا لا نستثمر وجودنا وننسق بين الجهات الرياضية ولو مرة واحدة في مثل هذا الطلب، والمشروع الحيوي الكبير، بحيث تتقدم هذه المؤسسات الحكومية بورقة واحدة، ونطلب تنظيم الآسياد، كخطوة أولى قبل خطوات أخرى، منها الأولمبياد العالمي، فلدينا تجربة مع أولمبياد أصحاب الهمم، وهو المشروع الاستراتيجي الكبير للدولة، والذي سيقام في العاصمة قريباً، ولا أعتقد أن هناك أمراً صعباً يقف أمامنا، لأن الجميع لديه الثقة في إمكاناتنا، فهل نتحرك ونحن مع نهاية شهر يناير؟.
وأذكركم أن الآسياد القادم على الأبواب، ولم نعلن حتى الآن توجهنا وخططنا واستراتيجيتنا قبل المشاركة، فالوقت يمر، ونحن نتفرج، ونقرأ ونشكل اللجان!!، وأرى ضرورة المعرفة من الآن، للتصور الفني للمشاركة، ونُقيم آخر مشاركة لنا في كوريا الجنوبية، كم ميدالية حصلنا عليها، وما الاتحادات التي ستشارك، ومن هم اللاعبون، وما المتوقع منهم، ومن سيكون المسؤول؟، كلها أسئلة تحتاج إلى إجابة!، فالعمل الأولمبي له كيان خاص، فهل تتحقق أمنيتنا، ونرى ملفاً واحداً من جهاتنا الرياضية بالدولة، تتقدم بهذا الطلب رسمياً، فالرياضة ليست فقط كورة وخسارة أموال!!.. والله من وراء القصد.
نقلا عن البيان