بقلم : محمد الجوكر
تربطنا علاقات تاريخية مع اليمن الشقيق، في مختلف المجالات، وبالأمس، خاض «الأبيض»، اختباراً ودياً مع نظيره اليمني في دبي، في إطار استعدادات المنتخبين، لنهائيات كأس آسيا مطلع العام المقبل على ملاعب «زايد الخير»، وهي المباراة الثانية التي يظهر فيها منتخبنا محلياً، بعد ودية بوليفيا، حتى يقف على مستواه من كل الجوانب قبل دخول معترك التحدي القاري، والحال نفسه للمنتخب الشقيق الذي يتأهب بدوره، للمشاركة الآسيوية للمرة الأولى، وقد قدم مستوى طيباً خلال تجربته الأخيرة أمام السعودية، والتي خسرها بهدف واحد، وكانت تجربة مفيدة.
وبمناسبة هذا اللقاء الودي، أعود إلى الوراء، وأتذكر الحقبة الزمنية التي عرفنا فيها كرة القدم، التي سبقت غيرها من الرياضات في التقارب والتعارف بين بلادنا، ويعود السبب في ذلك، إلى السفن التجارية، التي كانت تجوب البحار، وساهمت في إدخال اللعبة، وكانت البداية من مدينة دبي، التي كانت تشتهر كمركز تجاري منذ القدم على مستوى المنطقة، إضافة إلى رحابة صدر هذه المدينة، لكل زائر ومقيم، كما يحدث الآن، ونشاهده على أرض الواقع، وكانت دبي الخير قبل 60 سنة بالصفات نفسها، التي عليها الآن.
ومن خلال اتصالي وإطلاعي، خرجت بمحصلة جيدة، وبمعلومات تخص كرة القدم، وتحديداً اللاعبين غير المواطنين، ومن بينهم الأخوة اليمنيون، والأيام الصعبة التي عشناها حتى نمارس تلك اللعبة المفضلة ذات الشعبية الجارفة، وسأتناول جزءاً بسيطاً، في الحديث عن الذين عاشوا بيننا ومارسوا كرة القدم، وكان ذلك بالتحديد، في أواخر الخمسينات، تلك الفترة التي شهدت فرقاً قوية تنافست على بطولات عدة، وكانت تشهد لقاءات ساخنة، وما زال الكثيرون يتذكرون هذه الوقائع والأحداث، وكأنها تمر أمام أعينهم الآن، لأنها كانت، حسب رواياتهم لي، أياماً جميلة وذكريات لا تنسى، ومن تلك الأسماء التي يتذكرها رعيلنا الأول، على سبيل المثال لا الحصر، كل من: صالح بامطرح وسعيد القصعة وناصر سعيد وعبدالله صالح وحميد عفي وعبدالله أحمد وكرامة عوض، وهؤلاء وغيرهم، لعبوا في أندية الوحدة والشباب قبل اندماجهما ليصبح شباب الأهلي حالياً، والأهلي سابقاً الذي تحول إلى النصر حالياً، والنهضة والشرق الأوسط والأصدقاء الأحد عشر، وهي فرق دبي في فترة الستينات.
إن الكرة اليمنية «زمان»، كان تزخر بلاعبين ساهموا بدرجة كبيرة في نشرها، مع فرقنا في الأربعينات والخمسينات، وكانت هذه الفترة هي بداية الانطلاقة المنظمة للعبة، وعبر فرق صغيرة في الأحياء تتبارى وتتنافس فيما بينها، وفي هذه العجالة نتذكر من العلامات المضيئة في تاريخ الرياضة اليمنية والعربية، اللاعب الكبير علي محسن المريسي، «الواد اليمني»، كما كان يحلو للجماهير المصرية مناداته، فهو اللاعب الوحيد الذي لعب لمنتخب مصر، في مباراة ودية لا يحمل جنسيتها، وأطلق عليه المعلق المصري الشهير لطيف، «أبو الكباتن».. والله من وراء القصد.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان