بقلم : محمد الجوكر
أي نادٍ رياضي يضم آلافاً من منتسبيه، ليس بالأمر الهين والسهل التعامل معه، وإذا لم يجد مجلس الإدارة وقتاً يعطيه للمؤسسة التي ينتمي إليها، من أجل تسير أموره، فإن ذلك قد يؤثر في عطائه، فلم تعد الأندية تدار مثل أيام زمان، حيث لم يكن أصحاب القرار في تلك الفترة مشغولين، لا مقارنة بما يحدث اليوم، فالعملية الإدارية، خاصة في الجانب الرياضي، تحتاج إلى (الوقت)، وبالذات من «البورد» المعين، والمكلف لمراعاة العمل، وفيها الكثير من التوازنات والأمور المعقدة والغامضة، التي تتطلب وجود مجموعة إدارية ناجحة، فالجيل الجديد المتسلح علماً ودراسة، يحتاج فقط اختيار المجموعة المتجانسة، دون أن ننسى الخبرة الميدانية والتشغيلية، بمعنى، أصحاب الخبرة مطلوبون.. والعمل في الأندية يختلف عن المفاهيم السابقة في زمن (الهواية)، بعد أن نقلنا عالم الاحتراف اسماً فقط، لأننا لم نعرف من الاحتراف إلا الصرف.. وقيادات اليوم في الأندية، عليها مسؤولية، على اعتبار أن الأندية هي القاعدة الأساسية للرياضة، وأمامهم مرحلة هامة في تنمية المسيرة لإثبات الذات، في ظل الذي يجدونه من كبار المسؤولين، فالتفرغ مطلوب لنجاح المهمة، ووقت المجلس أيضاً مهم جداً.
(شباب الأهلي دبي)، هو تحول كبير في مسيرته، حيث تتوقع الساحة، بعد أن شعرت بروح التحدي والعزيمة، من أجل أن يكون في المقدمة دائماً، وهو الشعار الذي يرفعه كبيرهم وصغيرهم، وبأن يبقى فوق وعلى رأس الهرم، والخطوة في غاية الأهمية، لو فكرنا فيها (صح)، ووضعنا الخطوات العلمية والأسس الصحيحة، فسوف تتحقق المكاسب، وستكون تجربة ناجحة، كما حصل في نادي الجزيرة.
تابعت التشكيل الرسمي لمجلس إدارة، وسوف يطبق قريباً تشكيل إدارتين، الأولى شركة، كما هو مطلوب، تتولى الإشراف على فريق الكرة، والثانية لبقية الأنشطة، كمؤسسة اجتماعية ثقافية، لا تعتمد فقط على «الكورة»، وهذا هو المنطق الصحيح، ويجب أن نركز على هذه الجانب والمحور الهام، إذا كنا نريد رياضة بمعناها الصحيح، بدلاً من ضياع شبابنا، فالمجلس الجديد، يضم من خيرة قيادات البلد، رجالاً ناجحين في مواقعهم، وهذا التصور ليس فقط في مصلحة النادي، وإنما في المصلحة العامة، إذا كنا نفكر في عملية التغيير والتطوير في عصر الاحتراف.
عند تأسيس الأندية، الوضع كان مختلفاً، واليوم الوضع تغير، خاصة ونحن مقبلون على تغييرات جذرية، تتعلق بكيفية اعتماد الأندية على نفسها، حسب خطة مجلس دبي الرياضي، التي أعلنت من قبل، وسيكون لها آثار إيجابية، عقب خارطة الطريق الجدية للأندية المندمجة من الناحية الإدارية والفنية، والأندية الثلاثة، لها كيان اجتماعي وثقافي ورياضي، له وضعه ومكانته بيننا، والتشكيل الجديد، هو خلطة بين الأندية الثلاثة، وهي أيضاً رد رسمي لمنع الإشاعات التي سيطرت على المواقع والمجالس بفك الدمج!!
النجاح مرتبط بالتخطيط السليم، فإننا متفقون، هو التطبيق والعمل بروح الفريق الواحد.
فنحن بحاجة إلى وضع الشخص المناسب بالمكان المناسب، والأهم، أن نعمل جميعاً على مساعدته، وليس على إفشال خططه، فقد تعودنا على العمل المتعمد لإفشال أعمال بعضنا البعض، بشكل غير أخلاقي!!
والله من وراء القصد