بقلم : محمد الجوكر
الحاج خميس سالم، أحد رموزنا الرياضية، في الزمن الجميل، فرحتي به كانت كبيرة، وهو يحضر حفل تدشين كتابي الجديد «إمبراطور من ذهب»، حيث أصر على التواجد بشخصه، رغم بعض المتاعب الصحية، وقد كان لحضوره، أكبر الأثر في نفسي، وفي قلوب من حضر، من محبي الوصل، فهو من مؤسسي اللجنة الأولمبية الوطنية، وترأس في وقت سابق إدارة نادي الوصل، وأسهم في بنائه، وشكل مع زملائه حينها، فريقاً متجانساً، من الصعب أن يُنسى بسهولة، وقد تولى أيضاً رئاسة اتحاد السباحة لدورتين، وشكل ثنائياً ناجحاً مع رفيق عمره عبد الله سالم، وترك الساحة الرياضية، بمحض إرادته، لإفساح المجال أمام الوجوه الشابة، للترشح في العمل الرياضي، كما يردد دائماً «بوناصر»، لأنهم هم ثروة المرحلة المقبلة، التي تتطلب ضخ دماء جديدة في جسد الرياضة، من شأنها دفع المسيرة إلى الأمام.
شكراً، أقولها للحاج خميس، الذي تربطني معه علاقة تمتد طوال مشواري الإعلامي، حيث لازمته ورافقته مسؤولاً في عدد من الدورات العربية والقارية والإقليمية، فقد عمل في الرياضة، لأكثر من 40 عاماً، وكانت تلك القيادات القديمة، إضافة كبيرة للرياضة الإماراتية، بعلاقاتها، وخبراتها الكبيرة في هذا المجال، ولا ننسى الجهد الكبير، الذي بذله الحاج خميس خلال المرحلة الماضية، وهو يؤمن بأن هذه هي سنة الحياة، ووجوده أثرى الاحتفال، كونه أحد رؤساء مجلس إدارة الوصل، ومعه أخونا الكبير عبد الله حارب، أحد أقطاب الوصل، والذي تولى رئاسة المجلس سابقاً، إضافة إلى الرئيس الشاب راشد خليفة بالهول، والذي يعتبر أسعد الرؤساء في تاريخ النادي، منذ تأسيسه، كونه تحققت في عهده، إنجازات كبيرة، زادت من شعبية «الإمبراطور»، وتحول النادي إلى مؤسسة رياضية اجتماعية، نفتخر بها، فالعمل داخل النادي يسير وفق نظام مدروس وبصورة عائلية، وكل يعرف دوره وواجباته وهذا سر النجاح والتفوق.
ونعود إلى الحاج خميس، ففي الفترة الثانية من عمر مسيرة الكرة الإماراتية، لم يكن هناك إعلام أو صحافة رياضية متخصصة، ولكن كان لدينا رجال على مستوى عال من الثقافة الفكرية، وخلال دراسته الجامعية في فترة الستينيات، ومع بداية السعبينيات، ورغم الدراسة، إلا أنه تعاقد مع المدرب المصري المرحوم زكي عثمان، الذي غرس في اللاعبين حب الكرة، مع فريق الزمالك، قبل أن يتحول اسمه إلى الوصل اليوم، وبدأت مشاركة الحاج خميس مع منتخبنا الوطني في دورة كأس الخليج العربي الثالثة لكرة القدم بدولة الكويت الشقيقة عام 74، في تلك الفترة، تولى منصب أمين الصندوق، وكان مع الحكم الدولي المصري مصطفى كامل، الذي عمل هنا سكرتيراً فنياً باتحاد الكرة وكان الاثنان يقفان على بوابة المباريات لتنظيم الدخول، أيام كنا نلعب على ملاعب رملية، حقاً إنه رجل من الزمن الجميل، وهو محبوب الوصل، والشيء الثابت الذي أؤكده هو، أن عالم الرياضة لا يتسع لمن ينساقون وراء الألوان «الأبيض والملون»، وقد حان الوقت، كي يغادر الساحة، أصحاب المصلحة، ليتركوا المجال، لمن يدرك هموم رياضة بلده، ويكون شعاره «البناء لا التخريب».. والله من وراء القصد.