بقلم : محمد الجوكر
تنظيم النادي الملكي للفروسية في الخوانيج، معرض دبي الدولي لكتب الفروسية، أمر أفرحني كثيراً، لأنه يعد الأول من نوعه في العالم، بمشاركة محلية ودولية، يهدف لتفعيل مبادرة القراءة في الوسط الرياضي الخاص بالفروسية، وهي إضافة جديدة تستحق أن نتوقف عندها، لأن كتب الفروسية، لها «ناسها» المتخصصون، ومن بين هؤلاء الزميل العزيز بهاء الدين عطا، المحرر في «البيان».
والذي يكمل هذا الشهر 40 سنة، صحافة في الإمارات، فقبل تلك الحقبة العمرية، وصل الزميل من الخرطوم، حاملاً معه ليسانس آداب في اللغة الإنجليزية، حيث تخرج عام 75،.
وكان يبحث عن عمل، وتشاء الصدف، أن تكون محطته الأولى في جريدة النصر الرياضي حتى عام 81، وبعد توقف إصدارها، التحق بصحيفة الوحدة، التي تصدر من أبوظبي، وعمل مع عمالقة العمل الصحافي، مثل المرحوم العراقي قيتة عبد لله والبحريني محمد علي حسين، والاثنان من الكفاءات التي لا تنسى من ذاكرة مسيرة الزملاء، ومن بينهم «العبد لله»، وصحيفة الوحدة كانت مدرسة في مرحلة السبعينات إنطلق منها كُتاب متميزون.
والفروسية، تلك الرياضة المثيرة، حققت انتشاراً سريعاً، وأصبحت دولتنا في مقدمة الدول، من حيث الفوز والتنظيم وغيرها من الإنجازات، وهذه التجربة الجديدة، وأعني المعرض الدولي، أراها جيدة، نعطي فيها التقدير لمن عمل وقدم وبذل جهداً طيباً، وعلى سبيل المثال، أخونا العزيز بهاء الدين، ويستحقّ «ابن المهنة» وساماً للفروسية من رتبة «فارس»، مع اقتراب معرض الكتب للفروسية المنتظر، من مناسبة يوبيله الأربعيني، حيث انضم الزميل لأسرة البيان عام 84 وحتى الآن، وهذا الإنسان تميز خلال عمله بالإخلاص والتفاني، وهو مثال يحتذى به من الناحية الأخلاقية والمهنية.
وقد تعاملت مع الزميل بهاء، طوال الـ37 عاماً الماضية، فهو من جيل القيم، يحب الخير دائماً لكل زملائه، يعمل 18 ساعة في اليوم، وكلامه قليل، يدافع عن رياضته المحببة الفروسية، في كل الأوقات، وقد أصدر أكثر من 52 كتاباً، وغطى المئات من بطولات العالم للخيول، وسباقات أوروبا للقدرة، وتخصص فيها خلال ربع قرن، قام بتغطية كل المناسبات، التي تخص رياضة الفروسية، إنه بحق واجهة مشرفة، لا يبخل بجهده وعطائه.
وطوال الفترة التي عملنا معاً كان آخر الزملاء خروجاً من صالة التحرير، وحتى وهو في إجازته السنوية، يقطعها من أجل أن يأتي إلى الجريدة، ليؤدي واجبه، وحتى وهو خارج البلاد، كان الزملاء يستشيرونه، وأعتبره الصحافي الأول في خارطة الفروسية الإماراتية، وقد حان الوقت والمناسبة، أن يجد التقدير المناسب واللائق، مع ما قدمه، والفرصة متاحة للجنة المنظمة للمعرض، بأن يكون «ملك الكتب»، نجماً فوق العادة، فهو الرجل المهني الذي نفتخر ونعتز به، في دعم الثقافة والعلم والمعرفة في رياضة الفروسية..والله من وراء القصد.