بقلم : محمد الجوكر
تعودنا في الشارع الرياضي العربي عامة، أن نهاجم بعضنا البعض، ونصل الى درجة «التقطيع» بطريقة غير أخلاقية، فإذا فاز مرشح «شلناه وهللنا» له، وإذا خسر ذبحناه ورميناه، ونجري وراء الفائز ونترك الخاسر وحده، وهذا ما تعودنا عليه، وكشفته لنا الساحة عربياً عامة وخليجياً خاصة، فاللعب على المكشوف، قلل من القيمة الإنسانية للرياضة، فالهدف هنا «مصلحتي»، ومثل هذه الأجواء واقعية، ليست من خيالي، نراها ونسمعها ونقرأ عنها، فالمجتمع للأسف، «يأكل بعضه»، وهي ظاهرة خطيرة، تفشت في الآونة الأخيرة، بعد أن أصبحت الرياضة منفعة ومصلحة و«برستيج واستعراض»، فأصبح البعض في يوم وليلة بطلا، يرفع شعار التغيير والتطوير، ولا يعلم أنه فقير، لا يملك فكراً ولا خططاً، لكنه يعرف من أين تؤكل الكتف؟! إن المجتمع الرياضي بهذا الإسلوب، يتلاشى ويعجز عن الصمود، لأن سلبياته تولد مزيداً من الأخطاء، وإيجابياته، تُدمر وتتلاشى، لأن حملة «الآكلون»، لهم نفوذهم، لكنهم لن يتمكنوا من الاستمرار!
في الشارع الكويتي، يفترض أن يكون قد عاد الشيخ أحمد اليوسف، لتولي منصب رئيس اتحاد كرة القدم، بعد انتخابات الأمس، فهو المرشح الوحيد لمنصب الرئاسة، عقب انسحاب فواز الحساوي المكلف بإدارة شؤون اللعبة، ويذكر أن 13 نادياً من أصل 14 تشارك في الانتخابات، باستثناء القادسية الذي أعلن مقاطعته لها، ويعوّل الرياضيون على خبرة «بو تركي»، وعلاقاته بأصحاب القرار الدولي، وستكون هذه المرة الثانية، التي يصل فيها الى كرسي رئاسة الاتحاد، بعد تلك التي شغل فيها المنصب في الفترة من 2004 وحتى 2007، ليصبح عاشر رئيس منتخب، بعد كل من جاسم القطامي، وعيسى الحمد، وفي فترة الرئيس الثالث، بدأت علاقتي مع الصحافة، أيام أحمد السعدون، وكذلك برؤساء الاتحاد الكروي في البلد الشقيق، دار «بو ناصر»، وجاء أيضاً الشيخ سلمان الحمود، والراحل الشيخ فهد الأحمد، ثم نجلة الأكبر الشيخ أحمد الفهد، والذي يتعرض لحملة شرسة هذه الايام، وتولى أحمد اليوسف الرئيس الحالي، بينما جاء النجم الكروي وأفضل لاعب خليجي في الدورة الأولى بكأس الخليج محمد المسعود، وكان آخر الرؤساء الشيخ طلال الفهد شفاه الله، والذي مازال يُعالج في لندن، فالهيئات الرياضية منها الأولمبية الدولية والفيفا، علقت قبل سنتين تقريباً، مشاركة الكويت، بحجة تدخل الحكومة في الشأن الرياضي، داعية الى تعديل القوانين الرياضية، وحرمتها من استكمال التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا2018، والتصفيات المؤهلة الى كأس آسيا 2019 بالامارات.
وفي الخرطوم، عاد الشقيق الصديق الدكتور كمال شداد، لمقعد الرئاسة، بعد ابتعاده عنها سبع سنوات، وأطرف ما قاله أنه عاد من «القبور» لقيادة الكرة السودانية، بعد فشلها، وكثرة الفساد فيها حسب قوله! ونحن بالمنطقة، لا ننسى أدوار«الزولات»، وأفضالهم على الرياضة الخليجية، والحرس القديم يعود لكرسي الرئاسة، برغم ابتعادهم لسنوات، وبرغم كل الصعاب والعقبات، لكنها الرياضة، حقاً إنها ساحة المجد والشهرة، والصعود نحو القمة من أوسع الأبواب، فهل نجد القدامى لدينا، يعودون ويمسكون زمام الأمور مرة أخرى.. والله من وراء القصد.