بقلم : محمد الجوكر
قبل 8 سنوات، وتحديداً في قصر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالبطين، كنا مع مجموعة كبيرة من الإعلاميين العرب، الذين جاءوا لتغطية مونديال الشباب عام 2003، استثمروا المناسبة ووجهوا الأسئلة لسموه، بعد النجاح الكبير الذي حققه الزعيم، عندما فاز ببطولة آسيا للأندية في نسختها الأولى.
وقالوا لماذا لا نفكر بتنظيم بطولة العالم للأندية؟ وللأمانة هذا السؤال طرحه الإعلامي المصري أحمد شوبير، ومنذ ذلك التاريخ، والإمارات أدركت أهمية بطولة العالم للأندية، حيث نحتفل الليلة، بالموعد التاريخي، لممثل الوطن، فريق الجزيرة، في لقائه أمام ريال مدريد، أشهر وأبرز أندية العالم، على ستاد مدينة زايد الرياضية، لتجسّد شعارنا (كرة القدم تزدهر في بلادنا).
وعندما تقدمنا بطلب تنظيم المونديال أول مرة، كان هذا الشعار الذي حمله وفدنا الكروي إلى زيوريخ، لتقديم الملف الخاص برغبتنا في استضافة البطولة، وإطلاعهم على الملف الكامل لاستضافة هذا الحدث العالمي، في أول نسخة تُقام خارج اليابان.
واليوم نحن نحتفل بالحدث الكبير، بنجاح فاق التوقعات، لملف العاصمة الحبيبة أبوظبي، كواحد من أربعة ملفات تنافست على استضافة مونديال الأندية، مع ملفات اليابان وأستراليا وتركيا، ليعلن الاتحاد الدولي اسم المدينة الفائزة، بالاستضافة يوم الأربعاء 27 مايو 2009، خلال اجتماع «فيفا» في مدينة سيدني الأسترالية لاستضافة البطولة لأول مرة وتصبح اليوم ثالث مرة.
لقد تم إعداد ملف المونديال، بناء على استراتيجية حكومة أبوظبي، وتوجيهات «بوخالد» الله يحفظه، لاستضافة هذا الحدث الكبير، ومن خلال الإمكانيات التي تتمتع بها دولتنا، بجانب الشروط التي يركز عليها «فيفا»، حيث حرص على توفير كل الدعم للرياضة الإماراتية، وبضرورة أن تواكب العالمية، تأكيد واضح على أن قيادتنا، تسعى دائماً بأن تتبوأ بلادنا المكانة العالمية على خارطة الرياضة.
وخطف مونديال أبوظبي الأضواء، وأصبح حديث الساعة، بعد الأجواء الرائعة والمثالية، التي عشناها، والنجاح الكبير الذي شهدته البطولة سابقاً، بسبب الرعاية الخاصة من قادتنا، وقد جاء الحدث استثنائياً، وكان لابد من استغلاله بالصورة التي ترتقي باللعبة، وبما يؤكد الأجواء السارة التي تعيشها اللعبة محلياً، وخير دليل نتائج الجزيرة.
مما يؤكد على بعد نظر قياداتنا في توجيهاتهم، لكل شؤون اللعبة، والتي تهدف إلى التطوير دائماً، ورفع مستوى اللعبة إلى العالمية.
وقلوبنا اليوم مع فخر الوطن، وأهمية الثقافة الكروية للاعبينا ونقل الصورة الحضارية للمجتمع، عبر الرياضة، وهو ما أكد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وأهمية أن يكون الرياضي الإماراتي، قدوة حسنة ونموذجاً طيباً للآخرين، سواء في محيطه الرياضي أوالعائلي أوالمجتمعي، ومضاعفة الجهد في العمل، بصورة أكثر جماعية، من خلال روح الفريق الواحد، وضرورة إجراء التقييم المنهجي، لكل مراحل العمل والتنفيذ، توفيراً للوقت والجهد، وتصويباً لمسار الأداء الرياضي في النادي، لمزيد من النجاح والتألق والتميزدائماً.. والله من وراء القصد.