بقلم : محمد الجوكر
يُعد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة وباني نهضتها الحقيقية، لما قام به من جهود كبيرة لسنوات طوال حتى يتحول الاتحاد من حلم إلى واقع .. «صفحات رمضان» في هذا العام، وللسنة العاشرة على التوالي، تحاول أن تُلقي الضوء على علاقة الراحل العظيم بعالم الرياضة، ولعل الاهتمام الكبير للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، جاء بعد أن أدرك بفكره النافذ ورؤيته المستقبلية أهمية دور الشباب في عالم الرياضة، وتلك العلاقة المتينة، وذلك من أجل تنمية الإنسان وقدرته على الاستمرار والنجاح والنهوض والتطور من أجل بلاده، واليوم ونحن في «عام زايد» تلك المبادرة التي أطلقتها القيادة الحكيمة تقديراً لشخصية قلما يجود الزمان بمثلها، نستعرض التاريخ والهوية الحقيقية من خلال الرياضات، تلك الهوية الخاصة بنا والمختلفة عن الأمم والشعوب، والتي نفتخر بها دوماً بين الجميع.
في حياة كل أمة علامات فارقة في تاريخها، ليست مجرد أرقام بقدر ما هي هوية لتاريخ وإنجازات لا تتشابه مع غيرها، في هذا اليوم كان قرار الاتحاد وتأسيس دولة فتية منذ اللحظات الأولى، اتحاد مثل في حقيقته جوهر تاريخ دولة الإمارات، واللبنة الأساسية التي بُنيت عليها أسس قيام دولة عظيمة بقادتها وشعبها وتكون انطلاقة نحو مستقبل زاهر شهد كافة أشكال التطور والنمو في مختلف مناحي الحياة.
الرياضة منذ اللحظات الأولى لم تكن بعيدة عن ذهن القائد المؤسس، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».. منذ البداية حرص الراحل عند تولّيه حكم أبوظبي على تشجيع الرياضة من خلال استقباله لبعض الفرق التي كانت تأتي من دبي والشارقة للعب في أبوظبي عام 1968 وكان يحضره بنفسه لمتابعة هذه المباريات، وخاصة أن هذه الفرق جاءت بدعوة شخصية منه «طيب الله ثراه» لأنه في تلك الفترة أراد ترسيخ دولة الاتحاد بمعناها الحقيقي ومن كافة الأوجه المحيطة بالدولة الفتية والتي لا بد من أن تُقام على أسس قوية تضمن لها الاستمرار ومن ثم تحقيق الرخاء لمواطنيها في غضون سنوات قليلة وهو ما قد كان وما حدث بالفعل.
وجد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» أن الإنسان هو أساس أي نهضة مستقبلية، وفي المقابل ملاعب الرياضات وساحاتها قبلة متميزة ومكان رحب يستطيع من خلاله تحقيق المعادلة، فعمد الراحل العظيم إلى تلبية رغبات عشاق الرياضة وإشباع هواياتهم فكانت الرياضة جزءاً مهماً من تفكيره من اللحظات الأولى لقيام دولة الاتحاد.
كان المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» سباقاً في تبني العديد من المبادرات الإنسانية والخيرية ولا سيما في الشأن الرياضي والشبابي، وهو ما نحاول التركيز عليه في هذا العمل التوثيقي الوطني العاشر.
في العام 1972 ومع قيام الدولة حرص الشيخ زايد بن سلطان، خلال استضافة دولة الإمارات العربية كل البطولات التي جرت في تلك الفترة على أن تكون تحت رعايته الكريمة، حيث لعب دوراً مهماً على الصعيد الإنساني في هذا الملف الرياضي وغيره من القضايا الإنسانية الأخرى ما جعل من بلادنا اليوم مركزاً رياضياً ومنارة لدعم وتبني كافة المناسبات وليست الرياضية فحسب، وفي العام 1979 أصدر الشيخ زايد بن سلطان قراراً بإنشاء مدينة زايد الرياضية لتكون قبلة لكافة الألعاب والرياضات وهو ما حدث منذ وضع اللبنة الأولى للمدينة والتي أضحت إحدى العلامات البارزة في البنية التحتية للرياضة الإماراتية، كما أنها أصبحت مسرحاً للعديد من البطولات المحلية والإقليمية والعالمية وحدث ولا حرج، ولم يقف طموح المؤسس عند هذا الحد، بل أصبح داعماً لكافة أندية الدولة حتى من قبل قيام الاتحاد، ولا سيما أنه كان مؤمناً بأن الدعم اللامحدود للعمل الرياضي قادر على رفع اسم الوطن عالياً في المحافل الدولية.
القائد الإنسان
ما زالت حتى الآن الذكرى العطرة للمغفور الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، تنثر عبقها على الملاعب والرياضة الإماراتية، القائد الإنسان كما أكد العديد من قيادات الرياضة هو الوصف الأمثل للشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، استحق اللقب تتويجاً لجهود طيبة في الأعمال الإنسانية ورعايته المتواصلة للأنشطة الرياضة التي أقيمت في بداية تأسيس الدولة لتكون حجر الأساس لنهضة رياضية في المستقبل مع العديد من الإنجازات والبطولات.
وهو الأمر الذي يعتبر وسام فخر واعتزاز لكل أبناء الإمارات من مواطنين ومقيمين، لما لقائدنا من رؤية واضحة نحو عالم رياضي أكثر تميزاً ووضوحاً.
نقلا عن البيان
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع