بقلم : محمد الجوكر
بدأ العد التنازلي على استضافة ملاعب الإمارات، فعاليات كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم، بعد أقل من شهرين، ونأمل لمنتخبنا الوطني التوفيق، وأن يسعدنا بإحراز اللقب القاري للمرة الأولى، والتاريخ يشير إلى أن تلك البطولة انطلقت عام 56 في هونغ كونغ، ووقتها فازت كوريا الجنوبية باللقب، لكننا في دول الخليج، عرفنا تلك النهائيات قبل 38 سنة فقط، وبالتحديد عام 80، حيث كانت بدايتنا في البطولة السابعة التي احتضنتها الكويت، واستطاع «الأزرق» الفوز بها، كأول دول عربية تنال هذا اللقب، وقد عشت لحظات تاريخية، كونها المهمة الخارجية الأولى بالنسبة لي، على الصعيد المهني الإعلامي، وكانت تلك النسخة مليئة بالأحداث والذكريات والمواقف التي لا تنسى، وكنت ممثلاً للصحافة الإماراتية، موفداً من المجلس الأعلى للشباب والرياضة، برغم أن الأمين العام بالنيابة، آنذاك، عبد الرحمن الحساوي، عندما رشحني، وجد معارضة شديدة من بعض الأقلام غير الوطنية، إلا أنه أصر على موقفه، وتم ترشيحي للمهمة، ونجحت في تحقيق الرسالة الإعلامية، وكنت يومها محرراً في جريدة الوحدة بأبوظبي، ولو استمررنا على نفس النهج ليومنا هذا، لأصبح لدينا عشرات من الصحافيين المواطنين.
ولو طبقنا نظرة المسؤول زمان في رعاية الشباب والرياضة «بوفهد»، أول من درب منتخب دبي عام 67، ولعب أمام الإسماعيلي المصري، لأصبحت أعدادنا كبيرة اليوم، فالعمل يتطلب أيضاً الرغبة الشديدة من العنصر الوطني، في اختراق تلك المهنة، لأنها ليست وظيفة إدارية، بل تحتاج لمن يحبها، حتى يعطي فيها بكفاءة!
وفي عام 96، قدّم «الأبيض» بطولة رائعة بكل المقاييس، ما زال صداها إلى يومنا هذا في القارة، من الناحية الفنية والتنظيمية، واستطاع منتخب السعودية الشقيق، الفوز باللقب على حساب منتخبنا، الذي حل وصيفاً، وكان قاب قوسين أو أدنى من التتويج، وفي عام 2000، كان للتلاحم العربي المشترك أثره في إقامة البطولة القارية في لبنان، ولعب وقتها سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، رئيس الاتحاد آنذاك، دوراً في توحيد الصف العربي، ودعم لبنان الشقيق، بعد تنافس قوي مع الصين، وفي آخر بطولة جرت في أستراليا 2015، كان مستوى منتخبنا جيداً، وظهر ناضجاً تكتيكياً، واستطاع أن يحصل على المركز الثالث والبرونزية، وهي المجموعة التي قادها المدرب الوطني مهدي علي، ورفعت من أسهمه قبل استقالته، ليظهر مرة أخرى على شاشة قناة الشارقة الرياضية، ويفند حكايته مع المنتخب، في واحدة من أفضل تجارب التدريب للكوادر الوطنية، على مدى التاريخ، والآن، رغم صعوبة مهمتنا في البطولة المقبلة المرتقبة، إلا أن اللاعبين لديهم الروح والعزيمة والإصرار والتحدي، والمنافسة على اللقب، ونأمل أن يبقى «الأبيض» ناصع البياض، ويشرفنا ونحن ننظم هذا الحدث الكروي الكبير.
واللقاء الذي جرى أمس مع أسرة المنتخب الأول، قبل بدء التدريبات، والجلوس معهم، كان فرصة طيبة، لكي يشعر الجميع بمدى أهمية الحدث والعرس الآسيوي، وكلنا خلف المنتخب، من جماهير وإداريين وإعلاميين.. والله من وراء القصد.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان