بقلم : محمد الجوكر
شهد أول أمس حدثاً رياضياً إعلامياً جديداً باعتباره عنصراً فعالاً وأساسياً في مسيرة العمل، بعد أن ازدهرت الحركة الرياضية وزادت رقعة نشاطها بسبب اهتمام الإعلام الرياضي، فقد عرفنا مثل هذه الملتقيات عبر دورات كأس الخليج لكرة القدم، حيث نظمت دولنا العديد من المؤتمرات.
فالإعلام الرياضي له عدة عناصر وعدة مجالات في الخبر الرياضي والتعليق الكروي والنشرة الرياضية التلفزيونية والتحليل الرياضي، فهذه الأضلاع أصبحت أساسية لها خصوصية وأوصلوها إلى المشاهد العربي من الخليج إلى المحيط، وتهدف إلى التوعية والتثقيف لكل منتسبي هذه المهنة الشريفة.
وتضاف اليوم محاور تتعلق بالصحافة الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي التي «أكلت الجو» بجانب التوثيق الرياضي على الرغم من قلته وندرته، فالإعلامي عليه واجبات، أهمها، الأمانة في نقل الأحداث بمصداقية دون زيادة أو نقصان، فهو يمثل المرآة الحقيقية للواقع الرياضي، فكلما قدم الإعلام الحقائق دون تزييف أو تجميل، وصلت الرسالة الإعلامية إلى المتلقي بشكلها الصحيح دون تشويش.
وإن كانت قد ظهرت في الآونة الأخيرة موجة عارمة بما يسمى الإثارة الصحافية، من أجل كسب الجماهير وخلق نوع من البلبلة، وهذه تسبب آثاراً سيئة، لأنها تلطخ أصحاب المهنة الحقيقيين، فالإعلاميون شريحة مهمة في المجتمع.
فالقلم والحرف الذي يعبر به الصحافي أو المذيع، وحتى المعلق، سلاح ذو حدين، فإما أن نصلح الحال، وهذا ما يحدث نادراً، أو نقوم بتدمير كل ما بنيناه، وهذا نراه من الغالبية، خاصة في ظل الطفرة الهائلة التي نعيشها مع التطور التكنولوجي الذي أصبح يسيطر على العالم. فلم تعد هناك مصداقية حقيقية للأخبار، الكل يسعى للسبق والانفراد!!
ومن هنا، فإننا نشيد بمثل هذه المبادرات، آملين أن تخلص لما فيه الخير للحركة الرياضية، فهذه الدورة نجحت قبل أن تبدأ. ومن هنا نؤكد مدى أهمية رسالة الإعلام الرياضي في نقل الأحداث دون تجريح أو مساس، والتي من شأنها أن تنير متلقي الرسالة الإعلامية وانعكاس ذلك إيجاباً.
فتفعيل دوره هام في تثقيف الجمهور وهو واجب على المؤسسات الحكومية للاستفادة من نجاح تجربة الإعلام الذي أصبح ظاهرة تستدعي التوقف عندها، لأنها أصبحت ذات رسالة حيوية ومهمة، ويمكننا عبر هذا المفهوم الجديد أن نتجاوز ونعبر العديد من العقبات والعثرات التي تقف ضد مسيرة الرياضة، فالإعلام الرياضي له خاصيته التي ينبغي الاستفادة منها بأقصى درجة.
فالتجربة ناجحة لأن ذلك الأمر يصب في صالح تكامل الإعلام والنهوض به. فمن الضرورة أن يتحلى الإعلامي بالرقابة الذاتية ويحاسب نفسه في أدائه، وأن يكون لديه وعي ودراية بالقوانين، وأن يتمتع بالوعي الذي يجعله يقدم رسالة صحيحة للجمهور المتابع.
وأن يتبع المهنية والحيادية وأن يتحلى بالروح الرياضية بعيداً عن التعصب لأية جهة معينة، لأن الإعلام الرياضي أصبح من أهم أنواع الإعلام التي يتابعها الجمهور وأصبح يؤثر على سلوكهم، وبالتالي لا يجب أن يكون هذا التأثير سلبياً من خلال بث روح التعصب بين الجماهير
. فخلال السنوات الماضية حدث فيه تطور كبير، ولدينا في المنطقة حوالي 66 برنامجاً رياضياً، وفي خليجي 23 بالكويت هناك عشرات البرامج اليومية وهذا ما لا يحدث في كثير من البطولات حتى العالمية بأن يكون البث على الهواء.. والله من وراء القصد.