بقلم - محمد الجوكر
أستميح زميلي العزيز، الذي أرسل لي مقالاً أتوقف عنده، بل أقتبسه نظراً لأهمية هذا الطرح، في ظل ما يعانيه الزملاء في التعامل من الأندية، التي تدعي بأنها محترفة للأسف!
«لكل نادِِ مكتب إعلامي، يتعامل المسؤول فيه وكأنه ملك متوج وكاتم للأسرار، ودوره المرسوم أن يحجب أخبار ناديه عن جواسيس الصحفيين، ويتفضل عليهم بقطرات مما يفيض من خيره مكتوباً وفارغاً من أي محتوى فعلي، ولكل منتخب مسؤوله الإعلامي يكشح الصحفيين من أمام منتخبه، ويلقي لهم بفتات الأخبار غير الجدوى أو المحتوى ذاته، وقتما يصحو من نومه، وربما بعد تدريب بيومين، وعليهم أن يبتلعوا ما تفضل به من فضلات وينشرونها كما هي، فهم ممنوعون من الاقتراب والتصوير. مأساة أن يجلب الصحفي خبراً في كرة الإمارات، ومجموعة مآس متكتلة معاً أن يجلب حواراً، وإن نجح وفعل فسيكون من أندية الظل أو منتخبات المراحل.. ليس هذا فقط، بل جحيم كامل لو غير المراجعون عنواناً لدواع إخراجية أو شكلية أو حتى تشويقية، ولم يأت على هوى مسؤول الإعلام، جحيم قد يؤدي لحرمان الصحفي من الأخبار، وإحراجه أمام إدارته بإرسال الخبر لصحيفة دون الأخرى، فيكون الصحفي «المسكين» أمام إدارته مقصراً.
وقد يصل الأمر لحرمان الصحفي من دخول التدريبات أو الاحتكاك بالفريق، أو تقديم شكوى فيه لإدارة صحيفته، يترتب عليها نزع المصدر منه، ورابطة محترفين منظمة ورائعة، تتعامل هي الأخرى بالمنهج نفسه بالتضييق على الصحفي، وجعل الوسيلة الوحيدة أمامه أن يتسول تصريحاً من ممر ضيق يقف فيه، راجياً من اللاعب الخارج بعرقه من الملعب أن يتحدث، وربما يقف الصحفي سائلاً، فيشيح له اللاعب بيديه أن «حل عني»، فيبتلع الصحفي الإهانة ليجلب تصريحاً آخر كي يحفظ ماء وجهه أمام إدارته، وإدارات صحفية ربما لا تعلم، وتطالب بالتطوير والحصريات والتغطية العميقة والقصص الإخبارية، التي كلها صيد أسماك من البحر الميت!».
هذه حقيقة يعاني منها الزملاء يومياً، بينما في عصر الهواة كنا نذهب للأندية، وننتظر القرارات، ونجلس مع الإدارة بشكل ودي نأخذ ما نريده، ولا يعتبروننا جواسيس بل شركاء، واليوم يعتبرونا أعداء.. والله من وراء القصد.