محمد الجوكر
يمر بالإنسان أيام خالدة في حياته، ومن بينها ما عشناه قبل أيام في التجربة البرلمانية الإماراتية الثالثة من نوعها، بعد أن أثبتت أهمية الدور الانتخابي والعملية الديمقراطية في مجالات الحياة المختلفة، يبدأ الفرد منا في بيته الصغير، قبل أن يتحول هذا النمط في البيت الكبير، وهو (الوطن)، فقد شعرنا بالفخر ونحن نبدأ التجربة الانتخابية الجديدة، التي اتبعتها الدولة بالطريقة الحالية، وعن نجاح التجربة، والتي أبدى القائمون عليها السعادة بما جرى يوم 3 أكتوبر، فهي مرحلة هامة من تاريخ التطور السياسي من خلال العملية الانتخابية، التي يفترض أن تكون التجربة الناجحة، وبكل المقاييس، أكثر نضجاً من سابقتها، لكن يبدو أن الأمور سارت بصورة غير متوقعة، بسبب قلة المشاركين، وهو ما يضعنا أمام تحدٍ حقيقي لإثبات أن هذه التجارب تعد محركاً أساسياً في مسيرة البناء والتنمية، وليست مجرد دعاية وحملات انتخابية، كما روج لذلك البعض.
نعم، يجب أن نعتبر الانتخابات، مجرد تدريب على الديمقراطية وخلق ثقافة الانتخاب والترشح لدى المجتمع، وقد تكون من الأهداف التي يجب أن نعتاد عليها ونقيمها عملياً، وندرس الإحجام عن المشاركة نحو تكوين مؤسسات المجتمع المدني على قاعدة خذ ما هو متوفر لكي تكون درساً لنا في المستقبل.
فالتدريب على الحوار أمر في غاية الأهمية، وبرغم أن العملية الانتخابية هي ليست جديدة علينا، فقد سبق لغرف التجارة والصناعة وبلدية دبي في الفترة الماضية، إلا أن التجربة الرياضية تعتبر الأبرز والأكثر انتشاراً في مجتمعنا الرياضي، كونه يتعامل مع الانتخابات العربية والقارية والدولية، فأصبحت لدينا فكرة جيدة وواعية في التعامل مع هذا المفهوم الجديد، وهي الثقافة الانتخابية، حيث أعجبني عندما تقدم الناخبون بتقديم أصواتهم عبر تقنية حديثة، تطبق لثالث مرة، نأمل، نحن معشر الرياضة، سواء في الإمارات أو في أي بلد خليجي.
حيث أعتبر أننا لم نخسر ولم نفشل، ولكنها هي لعبة الانتخابات، نتقبلها بروح رياضية عالية، علينا الاستفادة منها في الدورة الرياضية القادمة، التي تنتهي بعد أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل عام 2016، حيث ينتهي مدة المجالس الحالية، والتي تمثل الاتحادات والهيئات والجمعيات الرياضية التي عاشت تجربة ناجحة بكل المقاييس قبل سنتين ونيف، وإن كان يؤخذ عليها بعض المآخذ، وهي ظاهرة طبيعية في الانتخابات، كما حدث مؤخراً في اللعبة البرلمانية الأخيرة، فليس ضرورياً أن يفوز الأكفأ، وإنما صاحب الأعلى صوتاً هو الذي يكسب.
وما رأيته في قاعة الانتخابات، في الصالة المغلقة بمقر اتحاد الكرة بالخوانيج، حيث أدليت بصوتي في أقل من نص دقيقة، يدعو للتوقف أحياناً (سلبياً)، ويدعو للتقدير أحياناً أخرى (إيجابياً)، وأعتبره، باختصار، يوماً حافلاً في حياة كل مواطن، لأني أعطيت صوتي لمن أراه أكثر قدرة في تفعيل دور المجلس الوطني في توجه الجديد والرؤية الجديدة، فالثقافة الانتخابية كانت واضحة على الجميع، برغم اعترافي الكامل بأنها ينقصها الكثير، وبطبيعة الحال، فإني أعتبرها تجربة العمر لكل أبناء الوطن، مهنئاً ومقدراً لكل الفائزين، فالفرحة واحدة، شكراً للجميع، فالهدف واحد، والمصير واحد، وكلنا في قلب واحد، يهمنا الوطن.. والله من وراء القصد.