محمد الجوكر
وداعا الرياض.. عاصمة البيت الخليجي الكبير، بعد أيام جميلة امتدت على مدى أكثر من أسبوعين، شهدت احتفالات غير عادية في السعودية، من حيث المنتديات والبرامج الاجتماعية والأحداث والمناسبات المتنوعة، وتوحدت جميع ألوان الأندية من أجل الأخضر، واتفق رؤساء الأندية السعودية، ووحدوا الصفوف دعماً لمسيرة المنتخب، وتوالى تواصل رؤساء الأندية مع البرامج الرياضية، حيث تقدم ليلاً (سبعة) برامج متلفزة على قنوات الدول المشاركة تغطي أحداث الدورة.
ومن بين هذه المكالمات، تحدث الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس الهلال من لندن، بعد اتفاقه مع رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي على دعم مسيرة المنتخب، خاصة مع تراجع الجماهير لأول مرة عن حضور المباريات، ووصل الأمر إلى الغياب التام عن مدرجات خليجي 22، وشهدنا مبادرات طيبة عندما اصطحب قادة الرياضة، نجمي الكرة السعودية ماجد عبدالله وسامي الجابر في مشهد جميل، ودخل النجمان الملعب يداً بيد.
نشهد اليوم ختام العرس الخليجي بلقاء الأخضر مع العنابي في النهائي، وتنتظر الجماهير المنتخبين، بعد متابعتهم المشهد التاريخي في المجتمع الرياضي بين رؤساء الأندية الذين تسارعوا من أجل اكتمال الحشد الجماهيري، ابتهاجاً بتطلع المنتخب السعودي إلى كأس الخليج وتحقيقها للمرة الرابعة في تاريخ المشاركة السعودية، ليضرب السعوديون أروع الأمثلة الناجحة في الموقعة الحاسمة اليوم، وتابع الجميع في المونديال الخليجي التلاحم بين أبناء الخليج في دار (بومتعب) من خلال الرياضة التي نعتبرها رسالة سامية في تقارب الأمم والشعوب وفي مناسبة كبيرة كدورة الخليج.
وبالطبع لن تؤثر بعض الهفوات البسيطة في متانة العلاقات بين أبناء الخليج الواحد، ومهما حدث سنظل إخوة وأحبة على مدى الدهر، حيث حان وقت الوداع قبل انطلاقة البطولة القادمة، إما في البصرة وهو مستبعد، وإما في الكويت الجاهزة.
Ⅶ الأخضر قدم العروض الرائعة والمستوى الفني الثابت طوال المنافسات، ولهذا لم يكن مستغرباً أن يكون طرفاً في النهائي، عقب فوزه على منتخبنا الوطني الذي خرج (مرفوع الرأس)، وبشهادة الجميع، وعلى رأسهم سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، الرئيس الفخري في تصريحاته، والتي جدد خلالها الثقة في مجلس إدارة الاتحاد واللاعبين والجهاز الفني، في رسالة واضحة أن منتخبنا الوطني قدم عروضاً جيدة، نالت التقدير من الجميع، وهذه رسالة ثقة للكرة الإماراتية تعطيها دافعاً نحو المزيد، قبل الاستحقاقات المقبلة.
Ⅶ التجربة السعودية المرة والمؤلمة جديرة بأن تناقش ويستفاد منها، خاصة لظاهرة مقاطعة الجمهور، والتي قطعت خطوة مهمة في طريق استعادة الثقة باللاعبين والابتعاد عن التعصب في الأندية السعودية بسبب النصر والهلال، خاصة بعد خسارة الزعيم الآسيوية، ما أثار حفيظة المسؤولين، وها هو الفريق يصعد للنهائي، وهذا الأمر مؤشر كبير فنياً واستراتيجياً لا يستطيع أحد تجاهله، وعليهم أن يدرسوا هذه الأزمة الحقيقية من أجل وضع حد للتعصب الأعمى.
Ⅶ اليوم تعود الكرة في السعودية وقطر إلى ذكريات «زمان» من أجل نيل لقب الخليج، والمنتخبان يحملان سمعة كبيرة منها الفوز باللقب 4 مرات للأخضر و3 للعنابي، واتفق المراقبون قبل أن تبدأ المنافسات على وضع المنتخب السعودي ضمن قائمة المرشحين للفوز بالكأس، وكان المنتخب عند الثقة رغم هجوم إعلام الأندية عليه، إلا أنه كسب الرهان وكان عند حسن ظن الذين رشحوه.
** المواجهة صعبة.. ونأمل أن نرى الختام الجميل في دورة تحمل شعار «إذا اتحدنا» واليوم حانت لحظة الوداع.. لنقل شكراً لأهل الرياض الطيبين، فقد أكرمونا ولم يقصروا مع أحد، وحملوا كل شيء من أجل راحة الضيوف.
والله من وراء القصد