محمد الجوكر
صدمة كبيرة انتابتنا، ونحن نتلقى خبر وفاة عميد الإداريين، العم جمعة جعفر، رحمه الله، فقد كان نعم الأب والعم والأخ الكبير، والموجه لنا، فقد افتقدنا إدارياً رياضياً جميلاً، قدم الكثير لوطنه في كل المجالات الرياضية والإدارية والثقافية، وأسهم بجهده وحبه للناس، وعمله من أجل الرياضة، التي عشقها بدرجة لا توصف، فكان رمزاً من رموز الخير، تجده عندما تدخل قلعة العميد، يرحب بك بابتسامته المعهودة.
كان رجلاً محبوباً، ارتبط بكل القضايا المتعلقة بالشباب، فكان بحق صاحب القلب الكبير، الذي فتح قلبه لكل من يطرق بابه، في أي ظرف من الظروف، ووقف على أحوال الرياضيين سواء في ناديه، أو مع الفرق الرياضية الأخرى، ومنها منتخب الدراجات أو فرق النادي المختلفة، حيث كان يتولى رئاسة معظم وفود فرق النادي بمعسكرات أوروبا والبطولات الإقليمية، ودخل القلوب من أوسع الأبواب، بسبب تعامله الإنساني الذي لا يمكن أن نصفه في كلمات بسيطة.
Ⅶ كان إنساناً كريماً يحب الخير للجميع، ونشهد له على ذلك، كان نصيراً للصحافيين، يساعدهم ويدعمهم، ومن بينهم العبد لله، فقد رافقته في رحلة صعبة وشاقة بين جبال باكستان في عام 83، خلال بطولة الطواف الدولي للدراجات.
حيث ذهبنا هناك، أنا وزميلي صلاح عطا مرافقين لمنتخب الدراجات، وكان يترأس الوفد، ولعب دوراً كبيراً في تطور رياضة الدراجات، لتصبح الأولى على مستوى المنطقة، بفضل البناء والتأسيس الصحي، الذي أسسه الفقيد، حيث كان يهتم بها لدرجة كبيرة، واشتهر جمعة جعفر كرجل يحب النادي الأزرق، ويساعد لاعبيه، وكان مرجعاً حقيقياً للرياضة الإماراتية، حيث خصصت إدارة النصر له مكتبه الخاص، الذي يجمع كل محبي النصر وغير النصر، حيث يفضلون الجلوس معه للاستمتاع بذكرياته الجميلة، فكان رجلاً من الزمن الجميل ومن أيام الناس الطيبين، رحمه الله.
Ⅶاشتهر العم جمعة جعفر، الذي انتقل إلى جوار ربه، بأنه كان متواضعاً وسمحاً في لقاءاته مع الإعلاميين، فكان يفتح مكتبه للرد على الاستفسارات، ويجيبهم بكل صدق وصراحة، وكان متابعاً دقيقاً للحركة الرياضية وتهمه الرياضة النصراوية، ويحرص على تطويرها ووصولها إلى المستوى العالي، وبفضل جهوده وعلاقاته الوطيدة مع رجالات الرياضة الإماراتية، لعبت جهوده الطيبة دوراً في تفعيل الساحة الرياضية، لما يتمتع به من حب الناس لهذا الرجل الطيب.
Ⅶلقد قاد نادي النصر في جميع مراحل الانطلاقة منذ الأربعينات، قبل دخول مستشفى راشد، ورغم وجوده بالمستشفى لم ينسَ ناديه الذي يعتبره بيته الثاني، كان مؤمناً بربه وابتسامته لا تفارقه، فمن الصعب علي أن أكتب الكلمات، لأنني لن أوفي الرجل حقه، فقد كان بمثابة الوالد والناصح والمرشد لنا، ووقف معنا ودعمنا وشجعنا على العمل في مجال الرياضة، وفي الصحافة، حيث كان يتصل ويزودنا بالأخبار أولاً بأول، عندما تولى مهمة إدارة العلاقات العامة بالنادي، وأسهم في إحياء دور اتحاد الدراجات، وله خدمات جليلة وواضحة للعيان لكل الرياضيين، خاصة فرق النصر، التي أصبحت اليوم في مقدمة الأندية، ولا نملك في النهاية سوى الدعاء له بأن يتغمده الله بواسع رحمته وغفرانه، ويسكنه فسيح الجنان، ويلهمنا جميعاً الصبر والسلوان.. وداعاً «بومحمد».