محمد الجوكر
نتوقف أمام أمرين هامين في الكرة السعودية، الأول مع رجل يستحق منا أن نذكره دائما بالخير لأنه حول حلمنا الجميل إلى واقع، وهو الأمير خالد الفيصل رجل يحمل معه أفكاراً رياضية وثقافية، وهو أوّل من اقترح وتبنى فكرة إقامة دورة الخليج لكرة القدم، وهو يقول » كانت دورة الخليج لكرة القدم من الأمور التي حرصت على إقامتها، وبالفعل انطلق المشروع، وأصبح أهم مناسبة رياضية خليجية «، وهو من اقترح إقامة أولمبياد خليجي، وذلك خلال حفل الغداء الذي أقامه أمير الرياض الأمير تركي بن عبدالله بحضور الفيصل لرؤساء الوفود المشاركة في »خليجي 22«.
واستذكر بداية الدورة الخليجية قبل 44 عاماً عندما طرح الفكرة فأهدى تكريمه إلى الشباب السعودي وجدد مطالبته بتنفيذ فكرة الأولمبياد الخليجية.
ولعل الوقت مناسب والمدينة مناسبة، أن تنطلق هذه الفكرة من هذا المكان لتكون اللقاءات القادمة لا تقتصر على كرة القدم، بل تشمل جميع الألعاب إضافة إلى مسابقات ثقافية وفنية وعلمية للشباب الخليجي، وأرجو ألّا يتكاسل أحد وينزل إلى مستوى التشكيك لأن أبناء الخليج أهل لأن يفعلوا ذلك.
والشاب الخليجي عندما يعمل على مشروع يجب ألّا يفكر بإلغائه ولكن بتطويره، مشيراً إلى من ينادي بالاكتفاء بما تحقق من دورة الخليج وإلغائها.
وقبل انطلاقة خليجي 21 في البحرين جدد الأمير خالد الفيصل، المطالبة بتحويل دورة كأس الخليج إلى أولمبياد ضخم يشمل كافة الرياضات بجانب فعاليات ثقافية، ويكون لمدة شهر، وأمس كرر نفس المطلب لإبراز الطاقات الشبابية المميزة في الجانبين الرياضي والثقافي والاعتناء بالشباب باعتبارهم المستقبل الحقيقي للبلاد.
والأمر الثاني هو ما نتفاجأ به على الساحة الكروية السعودية (رغم وجود حكماء في الرياضة السعودية ) فماذا جرى !! ومن المسؤول عن الغضب الجماهيري على الأسباني لوبيز مدرب المنتخب، وأستغرب كيف يعمل في أجواء متوترة وغاضبة عليه من كل صوب واتحاد الكرة، مما استدعى تدخل الأمير عبد الله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب والرياضة (خاصة في تصريحه الأخير ..
والذي هز فيه أركان الاتحاد الكروي )، وأشار إلى عدم رضائه عن العمل في سياسة اتحاد الكرة خاصة في الجانب المالي، وأبدى مفاجآته من الديون المتراكمة على الاتحاد والتي كشفتها له ميزانية الاتحاد للعام الماضي، وكذلك موازنة العام المقبل، مستغربا تأخر الميزانية لأكثر من 4 أشهر من طلبه لها.
وقال بن مساعد »ديون الاتحاد بلغت 141 مليون ريال، منها 90 مليون ريال سلفة من وزارة المالية لسداد عقد ريكارد، ونحن نعمل على أن تكون دعما للاتحاد وليست سلفة عليه، وهناك 51 مليونا مستحقة وعلى الاتحاد سدادها، حيث مازال الاتحاد يدفع فاتورة قيمة عقد المدرب الهولندي السابق «.
ومن هنا تدخل بن مساعد بعد أن وصل إلى قناعة تامة أن العمل داخل الاتحاد لم يعد متوافقا بسبب خلافات بين مجلس غير متوافق، وكان الاستثناء الوحيد هو رئيس الاتحاد أحمد عيد والذي كان لاعبا في الدورة الأولى وحالياً رئيساً لاتحاد الكرة جاء بالانتخاب الحر ويبدو أن مجلس الأدارة أصبح مطالباً وبضغط من الجمعية العمومية لإسقاطه فور الانتهاء من البطولة.
هناك ارتباك واضح حتى على صعيد العمل، وطرح رفض رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية البقاء بعد عدم استقباله في المطار حيث غادر على أول طائرة عائدا إلى بلاده، العديد من التساؤلات والاستفسارات والتي أصبحت تضر الكرة السعودية التي نفتخر بإنجازاتها.. فما يحدث حالياً دفع الشارع السعودي إلى التساؤل .. هل يرحل اتحاد الكرة؟.