محمد الجوكر
الإصدار الجديد لي بعنوان (مسيرة محمد بن زايد.. قائد ورائد)، يأتي من منطلق إيماني العميق، بأهمية توثيق المراحل المهمة لمسيرة قادتنا الكرام في دعم قطاع الشاب والرياضة، وهو المجال الذي عملت فيه أكثر من 33 عاماً، وهو التجربة الثالثة في مسيرتي الصحافية.
الأولى تناولت فيها مسيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بعنوان (الفارس) وكانت قبل خمس سنوات، والثانية العام الماضي، عن مسيرة أصحاب السمو الحكام وأولياء العهود والأسر الحاكمة وكانت بعنوان (رجال صنعوا الأبطال).
ووجدت صدى طيباً وتشجيعاً من الجميع، إن مثل هذه الأعمال الصحافية تتطلب جهداً ودعماً وتعاوناً، بل أراها مسؤولية المؤسسات الوطنية المعنية، خصوصاً في مجال التوثيق، بعد أن زادت في الآونة الأخيرة، وهي ظاهرة إيجابية نشجعها.
بل ندعو أن تتواصل وتزيد على مستوى الوطن، و«العبد لله» يسعى بجهد شخصي، يحاول أن يرد الجميل للوطن، وحسب استطاعتي ومهما عملت، فإنني لن أستطيع أن أوفي حق القادة علينا حفظهم الله، وأرى من واقع المسؤولية الملقاة على عاتقنا، أن تتواصل الجهود من أجل الحفاظ على التاريخ، ومن ليس له ماض.
لن يكون له مستقبل، شاكراً ومقدراً كل من وقف معي، ومن لا يشكر الله لا يشكر الناس، وفي هذه التجربة الوطنية الرائدة، أواصل الحديث عن الإصدار الأخير وأقول إن سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لا يعرف سوى لغة النجاح، ولم تهتز لحظة واحدة ثقته في قدرة أبنائه لاعبي الإمارات على تشريف الكرة الإماراتية والعربية، مهما كان حجم الظروف ومستوى التحديات.
ويحرص سمو الشيخ محمد بن زايد، كذلك على دعم كل أنواع الرياضات في البلاد، وعلى لقاء المنتخبات الوطنية التي تحصل على أي إنجاز يذكر سواء داخل الدولة أو خارجها تشجيعاً لها، وتحفيزاً إلى بذل المزيد وحصد الإنجاز تلو الإنجاز للدولة.
فقيادتنا، تسعى إلى المحافظة على مكانة الدولة بين دول وشعوب العالم أجمع، منذ عهد المؤسسين الأوائل، طيب الله ثراهم، وحتى عهد الأبناء الذين استلموا منهم الراية، حافظوا على هذا الكيان، ودفعوا به إلى الأمام، مستلهمين حكمة الآباء، متحلين بأخلاقهم التي عرفها القاصي والداني، كل ذلك يحدث في (البيت المتوحد) الذي دائماً ما يؤكد عليه محمد بن زايد آل نهيان.
إن مسيرة الوطن ماضية ومستمرة بين شعب الإمارات كأسرة واحدة، فالبيت مثل الجسد الواحد، ودولتنا قلعة حصينة، وإن الدار بخير، وعندما استأذنت من سمو «بوخالد»، في عمل هذا الكتاب، قال بالحرف الواحد: «نريد الاهتمام بالشباب لأنهم مستقبل الوطن».
وهذه حكمة محمد بن زايد كما عرفته، فهو دائم الانشغال بالشباب أبناء الوطن، في كل مواقفه، وقد لمست هذا أيضاً من خلال الحرص على الالتقاء بأبناء الوطن والاستماع إليهم وبحث الموضوعات والقضايا التي تهم الوطن والمواطنين، عبر مجلسه العامر لدعم مقومات النهضة الشاملة في الدولة، إن لسموه من المواقف ما لا أنساه أبداً طوال مسيرتي المهنية الإعلامية.
وقد حرصت أن أسجل بعضاً من أهم المواقف والإنجازات لسموه، ولا شك عندي أن مسيرة هذا القائد تستحق المزيد والمزيد من الكتب والأعمال التوثيقية، وأرجو أن يكون هذا العمل نبراساً يلقي ضوءاً جديداً على شخصه الكريم وأعماله الجليلة لهذا الوطن الذي نعيش فيه ويعيش فينا..
والله من وراء القصد.