محمد الجوكر
Ⅶ تمثل كرة القدم في حياة الشعوب ثقلاً اجتماعياً خطيراً، مؤثراً في سلوكيات الناس ومحبي هذه اللعبة المجنونة، ما أفرد لها حيزاً كبيراً بين الأوساط الرسمية والشعبية، فليس غريباً أن نشاهد صراعاً سياسياً اقتصادياً سببه «كرة القدم»، وهذا الواقع نعايشه يومياً خاصة بين الدول الكبرى التي تتنازع من أجل استضافة كبرى بطولات العالم، أو حتى منصب رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم.
ولم تعد المنافسة محصورة داخل المستطيل الأخضر، حيث تجاوزت ذلك فأصبح الصراع دائراً بين الهيئات والاتحادات، من أجل كسب ود هذه اللعبة الأكثر انتشاراً، فقد وصلت إلى المكاتب الاستخباراتية العالمية. فهذه الرياضة لها خصوصيتها ولا أحد يختلف على قوتها وجاذبيتها دون كل الرياضات الأخرى، ولم تعد كرة فقط إنها لعبة الدول والمصالح!
Ⅶ حرصت أن أبدأ الزاوية بهذه المقدمة لأن الساحة الرياضية فوجئت بالأمس باستقالة صديقنا العجوز جوزيف بلاتر، حيث تصدر خبر الاستقالة بقية كل الأخبار السياسية والاقتصادية والعسكرية، فكانت حديث العالم بما يشبه زلزالاً عندما فجر بلاتر قنبلة جديدة لم يتوقعها أحد خاصة في ظل هذا التوقيت.
Ⅶ هكذا ينتهي الفيلم وتتوقف نهاية الأيام، بعد أن أعلن السويسري جوزيف بلاتر(79عاما)، المنتخب رئيساً للفيفا قبل أيام استقالته التي هزت العالم، وهو الذي ظل يجلس على كرسي الرئيس منذ أن تولى المنصب عام 1998، أي منذ أربعين عاما، عاش مع الكرة وشهد حالات الفساد وتغاضى عنها وجاء يوم الحساب، برغم فوزه الجمعة الماضية بولاية خامسة على التوالي على حساب الأمير علي بن الحسين..
والذي أبدى استعداده لخوض انتخابات الرئاسة مرة أخرى بعد أن دعا بلاتر إلى جمعية عمومية غير عادية للفيفا لانتخاب من يخلفه، حيث ظهرت عدة أسماء منها عربية وأوروبية وسيكون لنا رأي في هذا الشأن الخاص عربياً في اليومين القادمين.
Ⅶ وقد ضرب زلزال كبير الامبراطورية الكروية قبل أسبوع، بعد توقيف 7 أشخاص من قبل القضاء السويسري بناء على طلب القضاء الأميركي، حيث وجهت اتهامات بسبب ضلوعهم في رشاوٍ تصل إلى مئات الملايين..
وتواصلت تداعيات فضائح الفساد في أروقة الفيفا مع الزج باسم الأمين العام للفيفا في تحويل 10 ملايين دولار لحسابات مصرفية، يملكها نائب رئيس فيفا السابق الترينيدادي الموقوف جاك وارنر، الذي بدا يفتح الملفات ويتهم فيها بلاتر شخصياً.
يذكر أن هذه الاتهامات الأميركية بسبب أن الحوالة دفعت كرشاوٍ، من أجل تجيير وارنر 3 أصوات «ثمينة» لملف جنوب إفريقيا لاستضافة مونديال 2010، لكن عندما عجز اتحاد جنوب إفريقيا بدفع المبلغ قام الاتحاد الدولي بهذه المهمة.
حيث قال رئيس الاتحاد الجنوب إفريقي داني جوردان، الذي اعترف مؤخراً بأن بلاده دفعت 10 ملايين دولار عام 2008، ولكنه أكد أن الأمر لا يتعلق بأية حالة شراء أصوات، من أجل الحصول على استضافة نهائيات كأس العالم 2010.
والجدير بالذكر أن جنوب إفريقيا حصلت على شرف الاستضافة في 2004، بعد فوزها بالتصويت على المغرب 14-10 وحصلت مصر فيها على صفر، وهي القضية التي فتحت الآن في الشارع المصري. نهاية الأيام نقول فيها بأنه لا يصح إلا الصحيح .. والله من وراء القصد