محمد الجوكر
Ⅶ في عام 2000، كانت أول مرة أزور فيها أستراليا، ضمن الوفد الإعلامي للجنة الأولمبية الوطنية، ووجدت هذه البلاد تتمتع بطبيعة خلابة، وبشر من مختلف الجنسيات والثقافات المتنوعة، وهي بلد سياحية يفضلها العالم على غيرها، برغم بعدها إلا أن طائراتنا الوطنية العملاقة قربت المسافات، وأصبح الناس يفضلونها على غيرها من أجل السفر والاستمتاع بأجواء مدنها الساحرة..
وفي تلك الفترة، أي قبل 15 سنة، وعلى متن طائرة خاصة، نقلت سمو الشيخ سعيد بن مكتوم بن راشد آل مكتوم، البطل ونجم الرماية، رافقنا سموه في هذه الرحلة، ووصلنا بعد عشر ساعات إلى مدينة بورث، ومنها انتقلنا إلى مدينة سيدني، حيث مقر الألعاب الأولمبية، ويومها شاركنا بفرق الرماية والسباحة وألعاب القوى، وقبل هذه الدورة تعرضت لوعكة صحية طارئة، جعلتني طريح الفراش في المستشفى الدولي لمدة أسبوع، وكان الموقف صعباً علي، بعد أن استخرجت اللجنة الأولمبية الوطنية البطاقة الصحافية لي..
وفي هذه الدورات صعب التغيير والاستبدال، لأن الوقت قد أزف، ولكن بعد نصيحة الأطباء، وافقوا على سفري، ومرافقة البعثة الإماراتية وتغطية أحداث الدورة الأولمبية، وبالفعل، غادرت وبرفقتي الزميل محمد عيسى رئيس تحرير موقع سبورت الإلكترونية، وأما عن مدينة سيدني، لي معها حكاية أرويها، فقد كان ضمن الوفد عدد من القيادات الرياضة، الذين من الصعب أن ننساهم، أمثال أحمد بوحسين نائب رئيس اللجنة الأولمبية والأمين العام للهيئة، وعبيد القصير..
وإبراهيم عبد الملك أمين عام الهيئة الحالي، وكان مديراً للوفد الرياضي بالقرية الأولمبية، وجميعهم لعبوا دوراً في تهيئتي والابتعاد عن القلق الذي راودني قبل السفر، بسبب المرض، وبعد انتهاء لاعبينا من المنافسات، وخروجهم من الأدوار الأولى، واصلت مهمتي في أستراليا حتى نهاية الدورة..
وقد استثمرت وجود السفير خليفة بخيت، حيث كان يقيم في مدينة كانبرا، وهي المدينة التي تستقبل منتخبنا الوطني لكرة القدم، الذي يواجه نظيره القطري يوم الأحد المقبل في مستهل المشوار الآسيوي.
Ⅶ ومدينة كانبرا هي عاصمة أستراليا، ويبلغ عدد سكانها ما يزيد على 332 ألف نسمة، وهي تقع جنوب شرقي أستراليا، وتبعد 300 كم جنوب غربي سيدني، و650 كم شمال شرقي ملبورن، وقد تمّ اختيارها عاصمة لأستراليا في 1908، وذلك نظراً لموقعها بين أكبر مدينتين (سيدني وملبورن)، وكان سكان أستراليا الأصليون يعيشون في منطقة كانبرا منذ أربعة آلاف سنة على الأقل..
وقد استعدت مدينة كانبرا الهادئة للحدث القاري، وتحولت خلال الساعات والأيام الماضية إلى خلية نحل، تعيش حالة من الترقب لمعرفة الفائز من لقاء كروي يجمع بين آخر بطلين لكأس الخليج، والمباراة بلا شك صعبة، تتطلب من منتخبنا الحذر، لأن المنافس العنابي فريق قوي، ويعيش فترة ذهبية بعد فوزه بخليجي 22 الأخيرة بالرياض، عموماً، في كانبرا أتذكر أنني ظللت بها ثلاثة أيام، وقد اصطحبني السفير مشكوراً إلى أحد كبار الاختصاصيين للتشخيص بعد الأزمة الصحية، ولله الحمد، أكدوا أن استمر في العلاج، الذي قرره لي الطبيب العراقي عمار، وهنا لا أنسى دور وجهود عبد الله السويدي السكرتير الأول للسفارة..
واليوم يحل منتخبنا الوطني للكرة ضيفاً على هذه المدينة، التي نأمل أن تكون فاتحة خير على لاعبينا ومدربهم المهندس مهدي علي، فالبداية هامة، ومفتاح الطريق إلى الدور الثاني، وهذه هي المواجهة الثالثة التي تجمعنا مع العنابي، الأولى في أول مشاركة بالنهائيات في البطولة السابعة بالكويت، والثانية بالدوحة عام 88، والثالثة يوم الأحد المقبل في الواحدة ظهراً، فمن سيكون حليفه الفوز في نهائيات أستراليا؟، عموماً، لننتظر، وموعدنا في كانبرا.. والله من وراء القصد.