محمد الجوكر
*العمر الافتراضي للاعبي الكرة في المنطقة، قصير جداً في ملاعبنا العربية عامة والخليجية على وجه الخصوص، وهناك حالات نادرة، نجد فيها اللاعب »يطول ويعمر« في الملاعب لعدة أسباب معروفة للجميع، منها المحافظة على نفسه من التيارات الخارجية..
والالتزام بالتدريب وتعلميات المدربين والفنيين والأخصائيين، تساعد اللاعب والرياضي على الحفاظ على لياقته البدينة والذهنية، ويبقى دائماً (فت)، وفي ملاعبنا هناك بعض الحالات التي نتوقف عندها، لنشيد بها، فهناك مجموعة كبيرة من لاعبينا القدامى تميزوا وكافحوا وأخلصوا، وظلوا يلعبون الكرة حتى آخر لحظة، لم يفكروا في التكريم أو التقدير أو في أن يقام لهم مهرجان اعتزال..
وغيرها من الأمور المادية والمعنوية، بل لعشقهم وتفانيهم ظلوا يمارسون معشوقتهم الكرة في حب وتفان، ذلك هو الرعيل الأول من الزمن الجميل، ونحن في الإمارات أيضاً عندنا حالات جميلة من بينها كمثال: اللاعب إبراهيم صالح سمبيج كابتن فريق الشارقة، والذي ترك الكرة وهو في قمة عطائه، وهناك الزميل أحمد عيسى الذي اعتزل الكرة عام 80..
وكان قادراً على أن يلعب لعدة سنوات، ولكن هؤلاء احترموا تاريخهم وتركوا المكان لغيرهم، واليوم لدينا حالة جميلة ومثال نفخر به هو اللاعب هلال سعيد نجم العين، والذي وصل إلى السابعة والثلاثين من عمره، ومازال يعطي ويقدم كل ما لديه للفريق العيناوي...
ويشكل ظهوراً طيباً هذا الموسم، وفي كل المواسم يقود »هلال العين« فريقه بتفوق ونجاح وانتصارات، وكان قد ترك العين سنة لعب فيها مع الجزيرة، وفاز معه بالثنائية، ثم عاد إلى بيته سريعاً لنراه هلالاً يطل مع البنفسج، ومثل هذه الحالات الإيجابية لابد أن نذكرها ونشيد بدورها، لأنها تعتبر نماذج مشرفة للرياضة الإماراتية.
*قرأت بالأمس في الأيام البحرينية، معلومة توثيقية للزميل الباحث الكويتي حسين البلوشي، وهي أن حارس مرمى منتخب البحرين السابق حمود سلطان (22 نوفمبر 1956) مازال يحمل الرقم القياسي لأكبر معمر آسيوي في ملاعب كرة القدم في تاريخ قارة آسيا »دولياً« بـ39 عاماً و336 يوماً..
حيث أنهى »بوحسام« مشواره الدولي مع المنتخب البحريني في مباراته أمام عمان يوم 28 أكتوبر 1996 في دورة كأس الخليج العربي، وطلب زميلنا وهو من النشطاء في هذا المجال، من رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن إبراهيم بتأسيس نادٍ للمعمرين في القارة الآسيوية للاعبين الدوليين الذين خدموا منتخباتهم لأكثر من 37 عاماً، تحفيزاً لهم للمزيد من العطاء والمردودية، واللاعبون الأربعة المعمرون في القارة حالياً هم حمود سلطان (البحرين) ..
ومنصور مفتاح (قطر) ولي ون جي (كوريا الجنوبية) وعلي دائي (إيران). مؤكدا مواصلة البحث الدائم في متابعة جميع اللاعبين في القارة، ويشير زميلنا إلى أن مهاجم قطر السابق منصور مفتاح جاء ثانياً بـ37 عاماً و154 يوماً بعد أن أنهى مشواره الدولي مع المنتخب القطري في تصفيات كأس العالم 1994 يوم 26 أبريل 1993، برغم استمرار ثعلب الكرة القطرية في ممارسة اللعبة محلياً، ولأكثر من 5 مواسم..
وهناك ماكدونالد تايلور من جزر فيرجين، يحمل الرقم القياسي لأكبر معمر دولي في ملاعب كرة القدم بـ46 عاماً و217 يوماً، وبالتأكيد أتفق مع هكذا مبادرات تشجيعية لكل من يعطي الكرة ويبذل لها.. والله من وراء القصد.