محمد الجوكر
نعود للتواصل معكم في رمضان للعام الخامس، لنستعيد الذكريات التي مرت بها رياضتنا منذ أكثر من خمسين عاماً، وذلك عبر مجموعة من الصور التي لم يسبق نشرها من قبل، وإذا كانت الكلمة مهمة لإلقاء الضوء على الحدث، فإن للصورة بعدها الخاص وقيمتها في توثيق الأحداث، وهي غالباً ما تكون محملة بقصص وحكايات، أبطالها نجوم صالوا وجالوا في الملاعب، ونحن هنا نرتكز على صور تعود بذاكرتنا إلى أيام الزمن الجميل، إيماناً منا بأن الصورة تبقى عالقة في الأذهان، وتزيد قيمتها كلما مرت عليها السنون.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، شخصية بالغة الثراء، متعددة القدرات، بصماته بارزة في كل ميدان عمل به، فهو ذلك الرجل الذي يخلّف وراءه في كل مجال يدخله إرثاً عظيماً من الإنجازات والقيم النبيلة، وهو بحق مدرسة رياضية في دولتنا الاتحادية والعالم العربي.
وهذه المسيرة الحافلة والتي أنجزت الكثير ولا تزال مستمرة ومنطلقة فتية قوية، جديرة بالتدوين والتوثيق.
إن هذه الشخصية الكبيرة لها دور كبير في دعم مسيرة الوطن والمواطن، وهي إحدى أبرز الشخصيات التي قدمت دعماً كبيراً للرياضة في دولتنا. قدم الكثير للرياضة والرياضيين ما يجعله في قلب الحياة لا على هامشها، فهو يحمل خبرة السنين، وحكم المواقف، وخلاصة التجارب. لقد وضع ملامح المرحلة التطويرية الاستراتيجية للكرة الإماراتية تلبية لطموحات الشارع الرياضي.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد هكذا عرفناه من خلال رؤية تسعى إلى دعم روح الاتحاد والمواطنة في الدولة، وإعلاء شأن أبناء الدولة المتميزين والمبدعين، وتجسيد قيم العطاء والتلاحم الوطني، وتقوية شعور أبناء الدولة بالانتماء والولاء لها، وخدمتها بتفان وإخلاص، والدفاع عنها، والمساهمة الفعالة في تنميتها وازدهارها، والارتباط بقيمها وتراثها وثوابتها.
دور بارز
ولقد كان لفكره وأعماله الدور البارز في تحسين أوضاع الرياضة والارتقاء بمستويات أدائها وفق معايير دولية، فضلاً عن بذل أقصى الجهد من أجل الاستمرارية في تميزها في كافة مجالات أنشطتها، من أجل تمكين الدولة من تحقيق مكانة متميزة بين دول العالم المتقدمة. أضف إلى ذلك دوره في تكريم واستقبال أبطال الإمارات ودعمه للقطاعين الشبابي والرياضي، وبالأخص اللعبة الأكثر شعبية كرة القدم.
ونشدد على مجموعة من الأمثلة في مجال كرة القدم، حيث كان له دور كبير في إحداث نقلة نوعية في الاحتراف داخل الإمارات كلها. أما على صعيد تنظيم البطولات، فقد استطاعت الإمارات أن تحظى بشرف تنظيم الكثير من المسابقات الإقليمية والدولية، والاحتكاك مع فرق كروية تنتمي لمدارس رياضية متنوعة وتحمل فكراً كروياً مختلفاً. ولا شك أن التنوع في اللعب مع مدارس كروية مختلفة ينمي عند اللاعب التكنيك الجيد، والقدرة على التكيف مع الخصم، ومهارة تحويل كل موقف لصالحه بذكاء، وتطوير ردود الفعل لديه.
إن صاحب السمو الشيخ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لا يعرف سوى لغة النجاح، ولم تهتز ثقته لحظة واحدة في قدرة أبناء الوطن على تشريف الكرة الإماراتية والعربية، مهما كان حجم الظروف ومستوى التحديات. ويحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كذلك على دعم كافة أنواع الرياضات في الإمارات، وعلى لقاء المنتخبات الوطنية التي تحصل على أي إنجاز يذكر، سواء داخل الدولة أو خارجها، تشجيعاً لها وحافزاً على بذل المزيد وحصد الإنجاز تلو الإنجاز للدولة.
فقيادتنا، تسعى إلى المحافظة على مكانة الدولة بين دول وشعوب العالم أجمع، منذ عهد المؤسسين الأوائل، طيب الله ثراهم، وحتى عهد الأبناء الذين استلموا منهم الراية فحافظوا على هذا الكيان، ودفعوا به إلى الأمام، مستلهمين حكمة الآباء، متحلين بأخلاقهم التي عرفها القاصي والداني، كل ذلك يحدث في (البيت المتوحد)، الذي دائماً ما يؤكد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فمسيرة الوطن ماضية ومستمرة بين شعب الإمارات كأسرة واحدة، فالبيت متوحد مثل الجسد الواحد، وإن دولتنا قلعة حصينة، وإن الدار بخير كما قال (بوخالد).