محمد الجوكر
جاء قرار رؤساء الاتحادات الخليجية مع اتحادي العراق واليمن لكرة القدم في لقائهم الأخير، منح الأشقاء في العراق فرصة حتى 18 فبراير 2015، لتحديد إمكانية استضافته بطولة »خليجي 23«، وهي فرصة جديدة لأبناء الرافدين، الذين نتمنى لبلادهم كل خير وتقدم وأمان وسعادة، مع اقتراح موعدها في يناير 2016..
حيث تتجه النية إلى أن تعود البطولة لنظام الدوري من دور واحد، ما يزيد من أعبائها على البلد المنظم، وتزيد مدة البطولة والإقامة، وهي مسألة ليست سهلة، لا بد أن تدرس من كل الجوانب، ففترة الـ 16 يوماً كافية بدلاً من الدخول في مدة أطول، فهناك ارتباطات قارية وإقليمية ومحلية، لا بد أن نضعها في الاعتبار، فالشكل الحالي في رأيي أفضل من كل النواحي، والأمر متروك للتقييم..
وجاء قرار الرياض بمنح العراق فرصة أخرى لتنظيم الدورة المقبلة، بشرط رفع »فيفا« الحظر الدولي عن الملاعب العراقية، وقد تعرضت بعض الفرق العربية إلى عقوبات من الاتحاد الدولي، لأنها لعبت هناك دون موافقة، وفي حال عدم رفع الحظر أو عدم توافر الاستقرار الأمني، فإن الكويت ستستضيف الدورة، فهي جاهزة، وقد بدأت من الآن حسب التسلسل في احتضان الدورة بين الدول المشاركة، ونحن نتمنى أن تقام في العراق، بشرط موافقة الاتحاد الدولي..
وإن كنت أشك أن يوافق، فالوضع حرج كلنا يعلمه، وكفاية مجاملات، نحن اليوم في زمن مختلف، نضع العواطف على جنب وندرك المخاطر!!، جميعاً ننتظر حسم الأمر مع الفيفا وحتى موافقة منظمة الصحة العالمية ضروري للتأكد من خلو المدينة التي ستقام عليها المنافسات من أي أثار صحية قد تضر بالمشاركين، والمتمثل من آثار الحروب، وهي واحدة من أبرز المعضلات التي تقف مع شروط موافقة الفيفا..
وفي حال رفع الحظر ستستضيف مدينة البصرة الدورة، وإن كان هذا الخيار صعباً ويحتاج أيضاً إلى قرارات أعلى، فنقول لا بد أن نتقبل القرار المرتقب في فبراير دون زعل أو تهديد، كما جرى من قبل، نريد الحوار وتقبل ثقافة الرفض!!
وبما أن اليوم الظروف التي تشهدها الساحة العراقية تتطلب قبل أن نتخذ قرار الموافقة، أن نسترجع كل ما قيل، وذكر على لسان المسؤولين والإعلاميين والرياضيين العراقيين، من قبل الذين حذرونا ونبهونا، فلا بد أن نضع هذا الجانب في الاعتبار، لأن سلامة الجميع أمر لا يقبل النقاش..
علماً بأن العراق سبق لها أن نظمت الدورة الخامسة عام 79، وسط أحداث سياسة عاصفة، جاءت بعد اتفاقية »كامب ديفيد« الشهيرة، وكلنا يعلم كيف كانت الظروف السياسية في تلك المرحلة؟، وأعتقد أننا يجب أن نكون واقعيين في تعالمنا حول هذا الملف، ونبتعد عن المجاملات، فنحن نرحب ونتمنى إقامتها، بشرط أن تتوافر كل المقومات، وأن يزول الهاجس الأمني، مع إيماننا الكامل بدعمنا للطلب العراقي..
وهناك أمور أخرى، منها بعض الاتحادات لديها مقترحات تطويرية هدفها ارتقاء اللعبة خليجياً، ومنها أيضاً تشكيل لجنة دائمة، فقد شكلنا لجاناً في آخر ثلاث بطولات، ونحن ندرس، وقديماً قالوا، إذا أردت أن تقتل موضوعاً فشكل له لجاناً، وهذا ما يحدث الآن، وأقولها إنها أمانة ومسؤولية في أعناقكم يا رؤساء اتحادات الكرة، الذين يملكون القرار، وما يهمنا هو أن تخرج قراراتنا بما يخدم مصلحة الدورة، والتأكيد على استمراريتها بدون أي مشاكل وأزمات غير مرتبطة فقط بالملاعب والفنادق!!.. والله من وراء القصد.