محمد الجوكر
كنت في زيارة سريعة إلى الدوحة، قبل يومين، لحضور قرعة دورة كأس «ج» لكرة القدم المخصصة للأطفال، وهي دورة تهتم بالصغار، كبادرة وطنية كبيرة تستحق الإشادة، بدأت عبر المدرسة القاعدة الحقيقية لأي رياضة، وبالأخص كرة القدم، التي تأخذ الاهتمام الأكبر والأوسع والأكثر انتشاراً.
وبالتالي، قمنا بتلبية دعوة الأخ العزيز محمد بن همام الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي، مع مجموعة من الإعلاميين الرياضين العرب، يقدر عددهم بـ 30 إعلامياً من مختلف الدول العربية، بالأخص من مصر الحبيبة، وقد استقبلنا بن همام خير استقبال ورحب بالجميع، وتناولنا العشاء معه في منزله العامر بمنطقة الريان في أول زيارة لي لمنزله، والذي بناه في بداية الثمانينيات.
حيث العشق المتبادل بين بن همام وناديه الريان القطري، مدرسته الحقيقية نحو الرياضة وصاحب التاريخ الكبير والشهير في المنطقة، والذي في عهده حقق الريان الإنجازات الكروية الهائلة، قبل أن يهبط لدوري الدرجة الثانية مع نهاية الموسم الماضي، وهو يتصدر دوري الثانية الآن.
ونحن في الإمارات نتذكر الريان جيداً، فقد لعب في دبي والشارقة في منتصف الستينيات، وأيضاً استعنا منه بالمرحوم خالد بلان أحد أساطير الكرة القطرية للعب مع منتخب أبوظبي، في مباراة شهيرة أمام الإسماعيلي المصري، وشهدها المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وبالمناسبة، أصغر أنجال بن همام عمره ثماني سنوات يحمل اسم زايد، تقديراً لحبه ومكانته في قلبه للقائد الراحل.
* وقد فتح «بوجاسم» قلبه للزملاء الإعلاميين، وجاء الحوار والحديث الشيق نابعاً من القلب، بدون رسميات، في جلسة أخوية ودية، وليس حديثاً إعلامياً رسمياً، رد فيه على كل التساؤلات التي طرحها الزملاء، بالذات في الصحافة المصرية، بمنتهى الذكاء والشفافية العالية، التي يتمتع بها الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وتشرفت بتقديم إصداري الجديد له (محمد بن زايد.. مسيرة قائد ورائد).
وأشاد بن همام بالدور الذي لعبة «بوخالد» في الحركة الرياضية، ومساهمته لدعم الرياضة الإماراتية، وبالأخص المنتخبات الوطنية التي شهدت تطوراً وتقدماً ملموساً، وأثنى بن همام على نتائج وأداء منتخب الإمارات في نهائيات كأس آسيا الأخيرة بأستراليا.
رغم أنه يقاطع مشاهدة المباريات بعد الظروف التي لحقت به وتضرر منها كثيراً، ولكن من شاهده وجلس معه لأكثر من ثلاث ساعات، يجده مبتسماً، يناقش ويرد على الجميع، دون تحفظ، وبلطف ومنتهى الذوق والأدب، وهو ما يبين مدى أصالة معدنه.
* وأخذ الحديث جانباً كبيراً حول تقدم الأمير علي بن الحسين بترشيح نفسه رسمياً لمنصب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وطبقاً لقوانين الفيفا، عليه أن يحصل كل مرشح على تأييد من خمسة اتحادات أعضاء بالفيفا، وكان من المفروض أن يستمر بن همام بعد فوزه لولاية ثالثة في قيادة الاتحاد الآسيوي رئيس الاتحاد الآسيوي تمتد حتى الآن.
قبل أن تتم مؤامرة الإطاحة به، وعموماً، نحن على ثقة بأن ابن الصحراء، يقف معه الجميع قلباً وقالباً، بعد أن استطاع خلال فترة أن يحول الاتحاد القاري إلى مؤسسة مالية ضخمة، تعتمد على مداخيل واستثمارات تسويقية ناجحة بكل المقاييس.
وجاء شقيقه الشيخ سلمان بن إبراهيم ليكمل المسيرة، وكل ما يهمنا، هو أن نتعلم ونستفيد ونعرف الصديق من العدو، فالرياضة لعبة المصالح، ويتم الاعتماد عليها للأسف الشديد، فليس في الرياضة كل شيء جميل، هناك من يفسدها، وينسى ضميره، واليوم، نرى أن كرة القدم هي بالفعل لعبة المصالح، ولعبة الضرب من تحت الحزام والتشكيك، والصورة الآن واضحة للعيان.. والله من وراء القصد.