محمد الجوكر
أعلن العراق انسحابه من تنظيم النسخة الثالثة والعشرين من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم التي كانت مقررة في مدينة البصرة مطلع العام المقبل 2016، قبل فترة الثلاثة الشهور التي قررتها اللجنة التنظيمية المشكلة في خليجي الرياض الأخير، خلال اجتماع رؤساء الاتحادات في الثامن عشر من نوفمبر الماضي، لاختيار الدولة المضيفة.
فجاء القرار من بلد الحضارات وفق ما نسبته وكالات الأنباء، بأن السبب يعود إلى العجز الكبير في الميزانية العامة للعام الجاري 2015، وأن العراق يأمل في أن يتمكن من استضافة البطولة 24 التالية.
وفي رأيي أن تلك الخطوة صحيحة بعيداً عن العاطفة وتسجل للإخوة، لتفهمهم الأوضاع الصعبة التي تمر بها بلادهم الآن، مع تحفظ وقلق دول المنطقة على إقامتها في البصرة نتيجة الظروف الحالية، لذا جاء هذا القرار الحزين للشارع الرياضي العراقي، لأنهم كانوا يتعطشون لمشاهدة دورة الخليج مرة أخرى في بلادهم، بعد أن أقيمت في بغداد الرشيد عام 79، أيام الرئيس الراحل أحمد حسن البكر.
بينما كان الرئيس الراحل صدام حسين نائبه وكان يملك القوة والقرار ويدير البلد، ويتخذ ما يراه مناسباً في كل شؤون الحياة العراقية، وأثناء كأس الخليج كان لصدام جولات وصولات، وكان يتجول في فنادق رؤساء الوفود الخليجية.
وشهدت تلك الفترة أيام عصيبة بعد اتفاقية كامب ديفيد الشهيرة التي وقعها الرئيس المصري الراحل أنور السادات مع الكيان الصهيوني، وطلبت الفرق المشاركة من رؤساء الوفود الوقوف صفاً واحداً والخروج بمسيرة تعارض هذه الاتفاقية، والدورة وقتها رفعت فيها الشعارات السياسية على كل جدار!
ويأتي هذا الانسحاب الرسمي للعراق من استضافة النسخة المقبلة، في وقت كاف يتسع للبلد البديل للاستضافة، والتي كنا توقعناها منذ انطلاقة خليجي 22 بالرياض، وهي الكويت لتصبح المرشحة الأولى لتنظيم النسخة المقبلة، ويعود إلى أحضانها العرس الخليجي، في الوقت الذي تعاني فيه الكرة الكويتية بعد سوء النتائج في خليجي 22 وكأس آسيا.
وصارت في موقف حرج وصعب، حيث طالبت الكثير من الأصوات بحل الاتحاد الكويتي منذ صدمة دورة الرياض الأخيرة والنتائج المخيبة للآمال مروراً بالعروض والنتائج المتواضعة في كأس آسيا، فالمشاكل الإدارية تحاصر الأزرق.
فهل يوحدهم تنظيم كأس الخليج التي عرفها جمهور المنطقة عن طريق نجوم الكويت وأحبو الدورة من نجومها الذين أبدعوا في فترة الزمن الجميل للكرة الكويتية، التي حققت الأرقام القياسية في الفوز بها عشر مرات، ولكن اليوم الظروف تغيرت، والمهم أن الكويت جاهزة من حيث البنية التحتية، نريد أن يتفق الأشقاء وينسوا خلافاتهم، ليعود مجد الأزرق كما كان.
وفي المقابل جاء بيان وزارة الشباب والرياضة العراقية بانهم قرروا الانسحاب من الاستضافة، عندما شعروا بأنهم غير قادرين على تنظيم «خليجي» بنسخة مثالية، عبر تصريح جاء فيه «بحسب المعطيات الحالية ونتيجة العجز الكبير في ميزانية الدولة العراقية، قررت اللجنة وبالإجماع إعادة النظر في استضافة النسخة المقبلة، والتقدم بطلب رسمي لتنظيم النسخة 24 من بطولة الخليج».
وأتوقف هنا عند عدم فقدان أبناء الرافدين الأمل سواء الحكومة أو القائمون على إدارة شؤون اللعبة، وكذلك الإعلاميون وشباب العراق، في العمل الجاد ورسم الصورة الحقيقية لبلد الحضارات، ودعت وزارة الشباب إلى تكاتف الجهود لتهيئة الظروف الملائمة لتنظيم بطولة مثالية، تمنياتي بكل الخير للأشقاء وأن يسود الأمن والأمان والاستقرار في بلد الحضارات، وأن يرفع الحظر عن الكرة العراقية، لتدخل الفرحة قلوبهم ونرى لاعبي المنتخبات الوطنية والأندية الخليجية، وهم يخوضون المنافسات على الملاعب العراقية من جديد.. قولوا أمين..
والله من وراء القصد.