محمد الجوكر
ما زالت الإمارات تقدّم للعالم نماذج إنسانية حضارية رائعة، وسط ما يقدمه الآخرون من حروب وعنف وإرهاب، فمجتمعنا، ولله الحمد، كان وما زال سباقاً في طرح نهج المحبة والإخاء والسلام والتقارب والتواصل بين الأجيال، وها نحن نحتفل مجدداً بشخصيات وطنية قدمت الكثير، وقيادتنا لن تنسى الأدوار التي قام بها الأبناء، وما يهمني، كأحد أفراد عناصر الرياضة والإعلام، أقول إن هذا الاختيار صادف أهله، فهذه سنة الحياة، لا بد أن يبتعد الإنسان بإرادته أو عن خارج إرادته، حسب الظروف التي يمر بها، ومن بين الأعزاء الذين وقفت عند صعودهما على المسرح، لا يمكنني أن أنساهما بسهولة، من خلال المرحلة الأولى من حياتي الدراسية والإعلامية في المدرسة الابتدائية، أو دعمهما لي من خلال المرحلة الثانية من عملي في المجال الإعلامي، فقد ظللت لصيقاً وقريباً منهما.
حيث تعلمت واستفدت الكثير من هاتين الشخصيتين اللتين أعتز بهما، لأنهما قدما جهداً طيباً، كل في موقعه، وحان الوقت «لنعرفهما» من خلال الكتابة والتعريف لهذا الجيل المخضرم في الرياضة والإعلام، لكي يتطلع شباب اليوم ويقف على التاريخ، الذي مهما عملنا، فإننا لا يمكننا أن نعطيه حقه، والتاريخ سيبقى تاريخاً، لا يستطيع أحد أن يلغيه من قاموس الرياضة. وحتى لا أطيل عليكم، أقول، إنهما عبد الرحمن الحساوي وعبد الله درويش.
** الأول تلقيت منه «علقة» ساخنة خلال تدريسه لي في المرحلة الابتدائية، حصة التربية الرياضية، وحتى هذا اليوم، لا يمكنني أن أنسى «المسباح» الذي كان لا يفارقه خلال اليوم الدراسي، والآن، واجب على التلميذ أن يحيي جهوده، فقد قدمت حلقة تلفزيونية، وكتبت عنه عبر صفحات البيان الرياضي، والثاني، أول مخرج عملت معه، فقد بدأت التعليق الكروي، وكان برفقتي دائماً هو وزميله جابر ناصر آل رحمة من تلفزيون دبي، وظللت لأكثر من سنة وأنا أمارس هوايتي عبر كاميرا واحدة، جابر يصور المباريات، ويقوم بالمونتاج درويش، وليس كما يحدث اليوم، فالعلاقة هي التي تحدد من يعلق ومن لا يعلق، فزمن أول غير!! حفل الأوائل هو تعبير عن تقدير الوطن لاختيارهم، ونعتز بما قدموه للشعب من مساهمات في مجالات الحياة المتعددة، كل ذلك يجعلنا نواصل، كمواطنين، مسيرتنا الحضارية، التي بدأها الآباء والأجداد، وجعلوا من الإمارات واحة خير وأمن وأمان.
حيث نتواصل بتقديم نماذج طيبة من أبناء الوطن في كل المجالات، نفرح برؤية هذا اليوم وهو يزورنا سنوياً، وما هذا الاحتفال بهذه الشخصيات، ما هو إلا تكريم لشخص المكرم أولاً، وتقدير الدولة.
** ولو تمعنا في هذه الأسماء، لوجدناهم خدموا البلد بشكل خاص، والإنسانية بشكل عام، ويحق لنا أن نفتخر بهم ونقدمهم للجميع، بما قدموه في مجالاتهم المتنوعة، ونحن نفتخر بكل هذا المناخ الحضاري والثقافي الذي نعيشه، اللهم احفظ الإمارات عزيزة بعزة قادتها وأهلها، وأن يقدموا الكثير من الشخصيات الإنسانية في كل المجالات، فمن الجميل أن يصادف هذا اليوم بأيام سارة وسعيدة لكل أبناء الوطن، وأن تكون هذه المبادرة حافزاً للجميع، وأن نقتدي بهم.. والله من وراء القصد