محمد الجوكر
نكسة يونيو يبدو أنها ليست مرتبطة فقط بالكرة المصرية، فجميع من لهم علاقة بالكرة يعانون النكسة، بسبب ما يحدث في زيورخ من تطورات خطيرة هددت كيان كرة القدم العالمية، حيث تجمع أكثر من 209 دول جاؤوا ليس للنزهة هذه المرة، فقد ظل الجميع يترقب الحدث من كل موقع في الفندق، لأنهم أصبحوا محصورين وبمتابعة دقيقة من عيون الأمن..
فالتحركات محسوبة بدقة، واللعبة التي يتابعها أكثر من مليار من البشر وتصرف عليها الدول المليارات، وتدخل مثلها في خزينة الفيفا التي ينظر إليها الكثيرون بأنها وراء كل هذه الضجة، لتتحول إلى قضية المال السياسي..
فقد أثبتت أن الكرة ليست مجرد كرة بل هي تحد وصراع بين الدول الكبيرة سياسياً واقتصادياً، فما حدث من تداعيات أزمة دبلوماسية بين أميركا وروسيا ودخول السياسيون على الخط، حيث جذبت الأحداث كل العيون نحو المدينة الهادئة التي اهتزت أركانها بدخول البوليس السري واصطحاب عدد من المرتشين بالفيفا، وجرجرتهم إلى مراكز الشرطة بشكل كأنها قصة فيلم هندي، وحكاية ولا في الخيال بسبب كرة القدم هذه اللعبة التي جننت العالم..
بل أصابتنا في مقتل خارج الملعب لأن اللعب تحت الطاولة مع أجل المجنونة بين الهوامير كثير، فالنكسة قوية، متمنياً أن تعيد الإمبراطورية الكروية هيبتها ومكانتها، وأن يعود الاستقرار لها بقيادة رجل نظيف يقودنا إلى النزاهة.. والله من وراء القصد.