محمد الجوكر
نعود إلى التواصل معكم في رمضان للعام الخامس، لنستعيد الذكريات التي مرت بها رياضتنا منذ أكثر من خمسين عاماً، وذلك عبر مجموعة من الصور التي لم يسبق نشرها من قبل، وإذا كانت الكلمة مهمة لإلقاء الضوء على الحدث، فإن للصورة بعدها الخاص وقيمتها في توثيق الأحداث، وهي غالباً ما تكون محملة بقصص وحكايات، أبطالها نجوم صالوا وجالوا في الملاعب، ونحن هنا نرتكز على صور تعود بذاكرتنا إلى أيام الزمن الجميل، إيماناً منا بأن الصورة تبقى عالقة في الأذهان، وتزيد قيمتها كلما مرت عليها السنون.
اليوم نتوقف مع المرحوم شحتة أول مدرب محترف يدرب في أندية الإمارات والذي درب الأهلي عام 69 ثم تولى مهمة الإشراف على المنتخب الوطني في دورتين خليجيتين متتاليتين هي الدورة الثانية في الرياض عام 72 والثالثة عام 74 بالكويت بتوجيه من المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، طيَّب الله ثراه، فماذا نعرف عنه اسمه محمد صديق محمد، الشهير بشحتة.
بدأ اللعب بأشبال النادي الإسماعيلي سنة 1956. مثل جمهورية مصر العربية دولياً سنة 1960 ـــ 1961 حتى سنة 1967، لعب للإسماعيلي طول عمري ولم يفكر الانتقال إلى نادٍ آخر مطلقاً. ويعتبر أن أحسن لاعب عربي رضا، رحمه الله، وأحسن لاعب أجنبي دو ستيفانو. المؤهلات: بكالوريوس تربية رياضية تخصص كرة قدم. ودبلوم التدريب في كرة القدم بدرجة امتياز من ألمانيا، وقد كانت مدة الدراسة سنة كاملة. ودورة صيفية في تدريب كرة القدم التي ينظمها اتحاد كرة القدم الإنجليزي في لندن.
علاقة شحتة مع الكرة الإماراتية غير وقد كشف الكثير من الأمور الخافية التي لم نعرفها من قبل، وتبين لنا مدى حبه لعمله ولأصدقائه، فهو أول مدرب متفرغ بأندية الإمارات فكان أول راتب تقاضاه المدرب المصري شحتة هو 1500 ريال لتدريبه فريق الوحدة وفي نهاية الموسم رفع راتبه إلى 2000 ريال. قال المرحوم شحتة لناصر عبد الله رئيس مجلس إدارة الوحدة متضايقاً (كده أزعل منك)!! عندما زاد راتبه فهو لم يكن مدرباً فقط وإنما رجل تربوي استطاع أن يدخل قلوب الناس من خلال معايشته للواقع والتواجد الميداني ويدل ذلك على وفاء المدرب القدير والذي قاد منتخبنا في دورتين لكأس الخليج لكرة القدم الثانية والثالثة وجمع مع الأهلي درع الدوري للأبد عام 79 / 80.
فهو رجل استثنائي تأثيره لم يقتصر على الأهلي فقط، بل إن باقي أندية دبي بدأت تحذو حذو الأهلي. شهدت الفترة التي تولى فيها شحتة تدريب الأهلي إقامة معسكرات تدريبية خارجية لفريق الكرة. فليس هناك مقارنة بينه وبين جميع المدربين الذين جاءوا من بعده.