محمد الجوكر
الأحداث الساخنة التي شهدتها منظومة الفيفا الكروية خاصة في قضية الرشاوى، كانت أشبه بإعصار «تسونامي»، وصارت المادة الأساسية الأولى في وسائل الإعلام الدولية المختلفة، بعد فضائح أركان الاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث وصف بلاتر ما يحدث بأنه مثل ظاهرة «تسونامي»، والمتابع للأحداث الرياضية.
خاصة في دول المنطقة، يرى تسونامي يطال الآن الرياضة الكويتية نتيجة الصراع المتبادل، الذي وصل إلى المحاكم والنيابة العامة، بعد القرار الذي صدر بحبس الشيخ أحمد الفهد، الذي رفض القرار، وأصدر بياناً قوياً باسم المجلس الأولمبي الآسيوي، بصفته رئيساً له، وقرر الاستئناف.
وأعلن رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية، ورئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الكويتي أحمد الفهد أمس، أنه سيطعن في الحكم الصادر عن محكمة الجنايات والقاضي بسجنه ستة أشهر مع وقف التنفيذ، واعتبره هجوماً شخصياً ضده، في ظاهرة هي الأولى من نوعها، تشكل منعطفاً خطراً، بعد أن شهدت الساحة الكويتية، أحداثاً ساخنة، لا يتخيلها أحد، لكنها حقيقة، في الكويت التي تؤمن بمبدأ الديمقراطية، التي أسيء فهمها، وأصبحت تسيء للبلد ورجاله وأبنائه.
والفهد أحد رموز الرياضة العالمية، يتبوأ منصباً عالمياً كبيراً، علينا أن ندعمه، لا نذبحه، بل إنه أصبح من المرشحين بقوة، لتولى رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، وهذا هو ما يخطط له، فالرجل منذ معرفتي به، ومن قبل والده، رحمه الله، يمثل قوة وشخصية وعقلية فاهمة.
وكان فعلاً مشروعاً سياسياً كبيراً، إلا أنه استعجل كثيراً في بعض المواقف الخاصة بالأمور السياسية والرياضية، بدرجة عالية، ولا أعتقد أنه سيسكت، بل سينجح في تجاوز هذه المحنة، مثلما تجاوز من قبل الكثير من العقبات والأزمات.
ولكن الصراع الذي انتقل من المحلية إلى العالمية، أصبح أمراً مؤسفاً وأصبحت اللجنة الأولمبية الدولية والفيفا لا عمل لهم، إلا مخاطبات واحتجاجات كويتية، نأمل أن نرى الحل سريعاً، وأن يعود الحب والوفاق بين أبناء الكويت الحبيبة، فلا نقبل بأن تتحول الأزمة الكويتية، وتنعكس على حالنا الرياضي، فقد تأجلت دورة كأس الخليج لكرة القدم بسبب الخلافات.
كما تعيش الكرة الكويتية أزمة تحكيمية بعد (طق وهوشة) مباراة الجهراء وإضراب الحكام، في الوقت الذي تستعد فيه الكويت لإقامة مباراة نجوم العالم ونجوم الكويت، بمناسبة افتتاح ستاد جابر، ولنا تجربة جميلة عاشتها الكرة الإماراتية عام 80 عندما استضاف الاتحاد الكويتي مباراة نجوم الخليج وهامبورج الألماني، وانتهت بالتعادل 5/5، ومثلنا في هذه المناسبة سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان رئيس اتحاد الكرة آنذاك.
بينما مثلنا من اللاعبين عبد الكريم خماس لاعب النصر، الذي صرح في حوار مطول مع جريدة النصر بأن دمه أزرق، وجمعة ربيع الذي كان يدرس في الكلية العسكرية، فالكويت كانت سباقة في كل شيء، في التدريب والتعليم والثقافة والفن والرياضة، واليوم أسهمها تتراجع رياضياً، والسبب هو الصراع وتصفية الحسابات والضحية سمعة البلد، ندعو الله أن يعين أهلها ورياضتها، وأن تحافظ على مكتسباتها الرياضية.
ومن أبرزها منظمة عالمية قارية أسست قبل 35 سنة، وحققت نجاحاً عالمياً كبيراً، نعتز بوجودها على أرض (بوناصر)، هي المجلس الأولمبي الآسيوي، وبسبب الأزمة الجديدة بين الكويت والمنظمات الرياضية الدولية، تقرر إنهاء وجود مقر المجلس فيها، وهذا أمر خاطئ، فالدول تدفع الملايين من أجل احتضان واستضافة مثل هذه المنظمات الدولية الرياضية، فهل يعقل أن خلافاً بين أفراد يتسبب في انهيار جهد السنين، إنه أمر في غاية الحزن..
والله من وراء القصد.