محمد الجوكر
جمعني أمس لقاء مع مجموعة من الزملاء المصريين العاملين بالدولة، في مختلف المجالات الرياضية والإعلامية، قضى الغالبية منهم ثلاثين سنة وعشرين سنة يعملون هنا على أرض الإمارات الطيبة، فكان الحديث منصباً عن النادي الأهلي المصري الذي أحبه وأحترمه، ولكني لا أشجعه لأني زملكاوي قديم، فقد تأثرت بما جرى في هذه المؤسسة العملاقة أخيراً، لأني أعتبره نموذجاً مشرفاً للعمل الإداري والاجتماعي بحكم معرفتي وزياراتي المتعددة للنادي العريق، والتعرف عن قرب بما يدور داخلة سواء كصحافي أو عضو مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي سابقاً.
فقد كنت أخرج ومن معي بانطباع بأن الأهلي حقيقة يختلف عن كل الأندية العربية في تعامل أعضاء المجلس فيما بينهم. فماذا أصاب هذه القلعة الحمراء الرائدة وعميد الأندية في القارة الأفريقية؟ فهو العميد وشيخ الأندية فلماذا يحدث هذا في الأهلي؟ صحيح أن العالم اليوم يشهد تقلبات عجيبة من الفساد غير الأخلاقي في أكبر المؤسسات الرياضية لم يقتصر فقط على الفيفا، فقد دخلت اللجنة الأولمبية الدولية على الباب ومعها بعض الاتحادات الأوروبية التي كانت بالنسبة لنا مثالاً يحتذى به.
** نعود إلى الأهلي القاهري حيث قدم محمود طاهر استقالته من رئاسة النادي، خلال اجتماع المجلس، الذي انتهى بـ«خناقة جامدة» بعد المشادة الحامية بينه وبين أعضاء المجلس، بسبب فشل الرئيس في ملف إدارة الكرة.
** وخرجت الفضيحة إلى الشارع المصري عبر شبكات التواصل في سابقة خطيرة هي الأولى من نوعها، والآن تبحث إدارة النادي الأهلي بجدية منع أعضاء مجلس الإدارة من حضور اجتماعات المجلس بهواتفهم المحمولة في الاجتماعات المقبلة، على خلفية الأحداث التي شهدتها الفترة الماضية من تسريبات واضحة عبر خاصية (الواتس أب)، وسادت حالة من الاستياء الشديد داخل القلعة الحمراء بسبب تصرفات بعض أعضاء المجلس خلال الاجتماعات وتسريبها خارج أسوار النادي، وهو شيء غير معتاد لما نعرف عن شخصيات النادي الأهلي.
حيث قام اثنان من أعضاء مجلس الإدارة بالتواصل مع بعض وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي، لدرجة أن أحدهم تم تحذيره بعد التيقن من أنه يقوم بذلك، وهو ما أثار ضجة وغضب الرئيس الذي ثار بسبب هذا الموقف.. وعلى فكرة ظاهرة الجاسوس الجديد (الواتس أب) بدأت تنتشر حتى في اجتماعاتنا الرياضية، وهنا نحذر وننبهه من خطورتها، فهل سنرى يوماً ما الأعضاء يدخلون ويضعون هواتفهم النقالة خارج قاعة الاجتماعات.. والله من وراء القصد