محمد الجوكر
نعود للتواصل معكم في رمضان للعام الخامس، لنستعيد الذكريات التي مرت بها رياضتنا منذ أكثر من خمسين عاماً، وذلك عبر مجموعة من الصور التي لم يسبق نشرها من قبل، وإذا كانت الكلمة مهمة لإلقاء الضوء على الحدث، فإن للصورة بعدها الخاص وقيمتها في توثيق الأحداث، وهي غالباً ما تكون محملة بقصص وحكايات، أبطالها نجوم صالوا وجالوا في الملاعب، ونحن هنا نرتكز على صور تعود بذاكرتنا إلى أيام الزمن الجميل، إيماناً منا بأن الصورة تبقى عالقة في الأذهان، وتزيد قيمتها كلما مرت عليها السنون.
اليوم نتوقف عند شخصية كبيرة قدمت الكثير للوطن في مختلف المجالات، هو المرحوم محمد خليفة الكندي -طيب الله ثراه- ونروي قصة الرجل الإنسان الذي رحل عنا قبل فترة، حيث لعب دوراً كبيراً في المسيرة الرياضية بالدولة. ففي 19مارس عام 1974 اتفق أعضاء نادي الخالدية (الذي تأسس عام 1969)، وأعضاء نادي البطين (الذي تأسس عام 1973)، والذين يقعان في حيَّين متجاورين بمدينة أبوظبي، وتربط علاقات الصداقة الوطيدة بين شبابيهما، على الاندماج في نادي جديد، سمي «نادي الجزيرة».
في عام 1974 تم تشكيل أول مجلس إدارة لنادي الجزيرة برئاسة معالي محمد خليفة الكندي، الذي ظل رئيساً للنادي حتى عام 1986. في تلك الفترة كانت هناك 7 أندية في أبوظبي تلعب فيما بينها (دوري أبوظبي). تلك الأندية هي: الخالدية، الأهلي (الوحدة حالياً)، الاتحاد، الوحدة (سابقاً) الذي كان يتبع منطقة زعاب ونادي الشرطة، وناديي العين والتضامن من العين. وكان للفقيد محمد خليفة الكندي فلسفة خاصة تجاه المواطنين ومستقبلهم الدراسي، إذ كان نادي الجزيرة (الخالدية سابقاً) هو النادي الوحيد الذي لا تهمه الرياضة بقدرما يهمه التحصيل العلمي والدراسي للاعب.
لم تقتصر اهتمامات مجلس إدارة نادي الجزيرة أيام المرحوم بوخليفة على الجانب الرياضي فقط وإنما كان للجانب الثقافي والاجتماعي نصيب كبير من الأنشطة والإنجازات، وكان إصداره مجلة (الجزيرة) أكبر دليل على ذلك وهي مجلة رياضية نصف شهرية استمر إصدارها منذ 15 يناير 1980. وحققت المجلة نجاحاً ملحوظاً على المستوى الرياضي والثقافي، هذا الأمر ربما حرم نادي الجزيرة ورياضة الإمارات من لاعبين جيدين، لكنه أتاح للدولة شباباً يعتبرون اليوم من القياديين في الدولة. وتبقى في ذاكرتنا مباراة لن ننساها فقد تشرفنا بحضور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وقام بتقليد اللاعبين الميداليات وأخذت الصور التذكارية معه حيث جمعت المباراة النهائية على الكأس بين (الخالدية) والأهلي (الوحدة حالياً) وانتهت بفوز الخالدية.