محمد الجوكر
مبادرة جميلة، أطلقها مركز الشارقة الإعلامي، بالتعاون مع الصحف المحلية، هي «العمود الصحافي»، لطلاب الإعلام والاتصال في جامعاتنا، لتمكين المواهب في هذا المجال ودعمها للارتقاء بأدائها..
حيث طرحت الفكرة، بعد لقاء جمع الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس المركز مع الزملاء رؤساء تحرير الصحف المحلية، تم خلاله الاتفاق على تخصيص مساحة تفرد لطلاب الإعلام، بشكل أسبوعي في كافة الصحف المحلية، وهذه الفكرة موجودة في قطر، تصدر بعض الصحف جريدة أسبوعية بأقلام طلاب الجامعات، ولها كادرها الفني والتحريري بالكامل من الطلبة، حبذا لو بدأنا بهذا المشروع المشجع والمثمر مستقبلاً.
Ⅶوالعمود الصحافي، هو قمة العمل الصحافي، حيث يصل بالكاتب إلى أعلى درجة من الناحية المهنية، والمبادرة الشرقاوية «حلوة» ونشجعها، وإن كنت أتمناها أن تبدأ بفكرة تدريب الطلبة، وتعليمهم أصول المهنة، وتخلق جيلاً جديداً من الصحافيين المواطنين، فالنسبة قاتلة وبحاجة إلى حل جذري، وفق خطة زمنية محددة، حتى نستطيع أن نواكب ونصل إلى نصف ما وصلت إليه الصحافة بالمنطقة، هناك ضعف في العدد، أمر مخيف وشيء لا يصدق، فلنبدأ بالتدريب وننسق مع إدارات الإعلام بكل دوائرنا المحلية، فهي لديها مجلات شهرية تصدر تحتاج إلى تدريب هؤلاء وبإمكانهم أن يكونوا نواة ولكم التحية.
Ⅶ ومن هذا المنظور، علينا أن نعطي للكوادر الوطنية حقها من الاهتمام، فلا نترك «الحبل على الغارب»، في هذا القطاع الحساس، ولابد أن يأخذ هذا الأمر دوره الريادي في مسيرة الإعلام، لتحقيق الأهداف النبيلة التي تساهم في رفع أسهم الصحافة والإعلام والرياضة وإنجازاتها خاصة للجيل الحالي والقادم.
Ⅶوكتابة الرأي الصحافي، أو العمود أو الزاوية، حسب ما هو متعارف عليه في منطقتنا العربية، هي من أصعب المهن الصحافية، وليست مسألة سهلة، كما يعتقد البعض، فالرأي يمثل قمة العطاء المهني الذي يصل إليه المحرر، قبل أن يكون له رأي في القضايا التي تطرح على الساحة، فهي آخر درجة من درجات السلم الصحافي، وهذا لا يختلف عليه أحد، بل نجزم بالعشرة، أن ليس كل من كتب زاوية، أو رأي يقرأ له، فهناك آراء ليس لها معنى أو جدوى في الصحافة، ولكنها تكتب بحجة الكتابة من أجل الكتابة؟ وبحجة أنه موجود!
Ⅶوفي تجربتنا اليومية، كشفت الكثير عن المقدرة الهائلة التي يتمتع بها بعض من الكفاءات الوطنية التي تمتلك القدرة الرائعة في فن الكتابة بأساليبها المهنية المتعارف عليها، من حيث الحرفنة والجودة في اللغة والثقافة العالية، التي يتمتع بها الكاتب المواطن في كل المجالات بالأخص الرياضية، لأنهم أدرى بمشاكلها ومعرفتهم للواقع الحياتي والهم اليومي الذي نعيشه..
ولهذا نقرأ كتابات جادة لها معنى، وقد بدأت الأسماء الوطنية الكتابة بشكل مقالات أو أعمدة أو حتى الآراء، من خلال التجربة الغنية بمجلات الأندية الرياضية، حيث كانت رائدة، وأصقلت هذه الأسماء وأصبحت اليوم تملك من الفكر والطرح، بعد أن تبوأت مناصب عليا، منهم أساتذة بالجامعات، ورؤساء تحرير ووكلاء وزارات ومديرون تنفيذيون، بدأت حياتهم المهنية عبر مجلات الأندية، في بداية تأسيس الدولة، هذه الأقلام كانت تناقش وتكتب مواضيع وطنية، بمنتهى الجرأة والطرح العالي الذي لم نصل إليه اليوم، برغم مساحة الحرية المتاحة، والعمود الصحافي، له أشكاله، فهو عبارة عن فكرة تصل إلى عقل الكاتب، قبل أن تتحول إلى عمود صحافي.. والله من وراء القصد.