محمد الجوكر
بدأت ملامح تحديد أبطال الدوريات في دولنا بالمنطقة، حيث أصبح معروفاً لدينا في الإمارات، أن البطل هو الفريق العيناوي، وتحددت أيضاً هوية الفريقين الهابطين من دوري المحترفين إلى دوري الدرجة الأولى، وعرفنا البطل الصاعد بجدارة.
وهو فريق دبا الفجيرة للمرة الثانية بعد غياب سنتين، والذي عاد أكثر قوة، وهي ظاهرة تحدث لأول مرة في تاريخ الكرة الإماراتية، أن يوجد في الموسم المقبل فريقان من إمارة الفجيرة، وهذا نتاج الرعاية والاهتمام الذي توليه الحكومة بأهمية دور الرياضة، والكرة تحديداً.
وننتظر جميعاً، بما فيهم أبناء دبا الفجيرة، وجود ملعب يتناسب مع متطلبات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، طالما أصبح النادي واحداً من الفرق المحترفة، وعليه الالتزام بالنظام والشروط الفنية، ولا أعتقد بأن الحكومة ستقصر في تحقيق الحلم، فما أحلي الرجوع إلى أحضان دوري الكبار.
وبعيداً عن ملاعبنا، فقد اتجهت الأنظار من الآن صوب اجتماع الجمعية العمومية السادس والعشرين للاتحاد الآسيوي لكرة القدم (الكونغرس)، والذي سيعقد يوم الخميس المقبل في مملكة البحرين للمرة الأولى، تأكيداً للثقة التي تتمتع بها الرياضة البحرينية.
خاصة بعد أن أعلن مؤخراً تسمية وزير مختص للشؤون الرياضية في المملكة، وهذا دليل على أهمية الرياضة لدى أجندة الحكومة، خاصة أن جلالة الملك حمد، كان لاعباً لكرة القدم، وله الدور الكبير في تطور مسيرة ونهضة الرياضة في مملكتنا الغالية، وتكريساً لسمعة بلاده الطيبة، يأتي تنظيم هذه الفعالية الكبرى «عمومية الاتحاد الآسيوي»، التي ستشهد تقارباً عربياً كبيراً لم يحدث من قبل، هذا ما أتوقعه، لأنه في الأيام الماضية.
كان هذا هدف قادتنا الرياضية الشباب، والذين أصبحوا الآن يتولون المهام، حيث يأتي الجيل الثاني من قادتنا، وهم يحملون فكراً جديداً، هدفه تلاحم العرب في صورة التحالف قبل الاجتماع المقبل، وإجراء الانتخابات، وترشيح الممثلين العرب لعضوية اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي، وأما المرشحون لمنصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي على 5 مقاعد، مقعد لكل منطقة.
ومن المنتظر أن يحظى اجتماع الكونغرس الآسيوي، بحضور قيادات كرة القدم العالمية، وفي مقدمهم السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي، بالإضافة إلى الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي، والكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي، وعدد المسؤولين في الاتحاد الدولي والاتحادات القارية، بالإضافة إلى رؤساء ومسؤولي الاتحادات الوطنية في 47 دولة آسيوية، حيث ستكون فرصة للتنسيق والتشاور والتباحث حول انتخابات «فيفا» المقررة في مايو المقبل، فاللقاء لن يكون فقط قارياً.
بل دولياً، يبحث فيه الاستراتيجيات الخاصة لمستقبل اللعبة التي أثرت في خريطة العالم أجمع، بعد أن أصبح عالم المستديرة هدفاً للمصلحة العامة والخاصة، واعترافاً بأهمية انعقاد الكونغرس الآسيوي في رسم ملامح المرحلة القادمة من مسيرة أكبر قارات العالم، التي أصبحت بأيدينا، وتأتي الاجتماعات في ظل ظروف غاية في التعقيد، بعد أن تحول الكرسي إلى صراع بين الكبار من أجل الجلوس عليه، والذي أطاح بالكثيرين من قبل، والأجواء في المنامة ستكون غير.
والحدث عاصف وحازم، لا يعرف سوى الحزم في توجيه الصوت لمن يستحق، والشيء اللافت هذه المرة، هو المرشحون للانتخابات قليلو الكلام، على عكس اجتماعات كوالالمبور قبل عدة سنوات، لأننا تعودنا من مجتمعاتنا الشرقية الكلام والتصريحات الرنانة، فأي عمل نقوم به، لا بد أن نضخمه ونكبره ونبالغ فيه بحديث إعلامي، ثم يصاحبه كلام «لا يودي ولا يجيب» طوال فترة ما قبل الانتخابات، في حين أنهم في الغرب والقادمون للبحرين، يميلون دائماً إلى الصمت، ويجعلون العمل هو الذي يتكلم، فهل نتعلم منهم..
والله من وراء القصد.