بقطع المملكة العربية السعودية الشقيقة، علاقتها الدبلوماسية مع إيران، وجدت تأييداً من الأمانة العامة لدول مجلس التعاون، بعد الانتهاكات الخطيرة التي تعرض لها مقر السفارة السعودية، وقرار المقاطعة هو خطوة سيادية للشقيقة الكبرى، ومع هذه التطورات، انطلقت وأخذت منعطفاً آخر.
حيث يظهر الآن صوت الرياضة القوي، والذي دعت إليه الساحة الرياضية السعودية لتقف بجانبها، خاصة أن الأندية السعودية الرياضة الكروية، التي تلعب في الأراضي الإيرانية، تجد المعاناة والعراقيل الكثيرة والصعوبات والمشاكل لا حصر لها قبل هذه القرار.
فما بالكم الآن، في ضوء هذه المستجدات السياسية، حيث تتدخل السياسة والرياضة وجهاً لوجه، ويعلم الاتحاد القاري لكرة القدم، بهذه الظروف التي تواجه فرقنا الكروية، وقبل انطلاقة بطولة آسيا للأندية في نسختها الجديدة خلال الشهر المقبل، التي تعد الأهم والأكثر متابعة في أجندة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
حيث الرغبة السعودية، وفقاً لقرار أنديتها، بعدم اللعب في الملاعب الإيرانية، فقد شكت الأندية قبل الأحداث السياسة الأخيرة التي شهدتها المنطقة، حيث رفعت أندية الهلال والنصر والأهلي والاتحاد، وهي كبرى الأندية ذات الشعبية الجارفة التي تمثل السعودية في بطولة دوري أبطال آسيا 2016 م، حيث تقدمت بطلب مشترك بخوض جميع لقاءاتها ذهاباً وعودة على أراض محايدة.
وذلك خلال الاجتماع الذي عقده الاتحاد السعودي لكرة القدم ظهر أمس الأول، ممثلاً بلجنة المسابقات بمندوبي هذه الأندية التي تشاركه في البطولة الآسيوية، لمناقشة عدد من الأمور التي تهمها قارياً.
وتم الاتفاق على رفع خطاب رسمي باسم جميع الأندية عن طريق الاتحاد السعودي، لنقل جميع مواجهات الأندية السعودية أمام الأندية الإيرانية في البطولة، سواء في الذهاب والإياب، وعلى الرغم مما يعانيه رئيس الاتحاد أحمد عيد من انتقادات من زملاء في الصحافة الرياضية، برغم أنه جاء لكرسي الرئاسة بالانتخابات!
وتم تسليم مذكرة رفض اللعب في إيران لضمان سلامة اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية، إلى عضو في لجنة المسابقات بالاتحاد الآسيوي، ولينقله ذلك إلى اجتماع المكتب التنفيذي القاري يوم 29 يناير الحالي، لمناقشة الطلب السعودي، قبل انطلاقة دوري المجموعات يوم 23 فبراير المقبل، ما حدث ويحدث، ستكون له ردة فعل قوية.
لذلك فالرياضيون يتمنون تدخلاً عاجلاً لحماية أنديتهم، ومن هنا، فإن الخشية من تكرار مثل هذه التجاوزات حين سفر الأندية السعودية إلى إيران لخوض منافسات بطولة آسيا للأندية.
فهل هناك مواثيق واتفاقيات دولية كروية توقفهم، وهل يستجيب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الذي يجد نفسه في موقف صعب إذا رفضت هذه الأندية الأربعة، اللعب في إيران، وأيضاً لو تبعتها أندية أخرى من دول مجلس التعاون الأخرى، كيف يكون الحال؟!!
ونحن يهمنا نجاح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والذي يديره أحد أبناء الخليج الأكفاء، هو الشيخ سلمان بن إبراهيم الخليفة، والذي يستعد لمعركة انتخابية جديدة خلال فبراير المقبل، لمنصب رئاسة الاتحاد الدولي، والذي أصبح هذا الشهر لتحركات الأربعة المتقدمين لكرسي بلاتر، الذين أصبحوا في دائرة المنافسة من أجل الفوز لرئاسة الفيفا.
فالقضية التي فجرها الاتحاد السعودي لكرة القدم، تتطلب من قيادات الاتحاد الآسيوي، دراسة الأمر جيداً، ووضع الحلول المناسبة، فالوضع خطير، وعلينا أن نحمي رياضيينا ولاعبينا من كارثة قد يتعرضون لها، لا قدر الله..
والآن، على الاتحاد القاري أن يجد له إدارة للأزمات، وهذه واحدة من أبرز الأزمات الكروية التي ستواجه الكرة الآسيوية، إذا لم ينجح مبكراً في حلها، وإيجاد الحلول لها، التي لا تضر مصالحه ولا مصالح فرقنا العربية، التي عانت الويل، فالسلامة خط أحمر..
والله من وراء القصد.