محمد الجوكر
* أيام قليلة ونستقبل حدثاً كروياً قارياً كبيراً، وبما أنني أحب «الأرشفة»، وكل قديم، أعود بكم إلى الوراء، لنتعرف عن تاريخ كأس الأمم الآسيوية، فبرغم انطلاق أول بطولة آسيوية عام 1956، غاب البريق الإعلامي عنها، عكس ما نراه اليوم، كما أن المشاركات العربية بدأت عام 1972، وشهدت البطولات الست الأولى مشاركات هزيلة من المنتخبات الآسيوية.
حيث تراوح عدد الفرق المشاركة فيها من أربعة إلى ستة منتخبات في كل بطولة، وكانت انطلاقة بطولات كأس آسيا، قبل نظيرتيها في أفريقيا وأوروبا، ولكنها لم تحقق في نسخها الأولى النجاح نفسه، الذي حققته بطولتا كأس الأمم الأفريقية والأوروبية.
وتولدت فكرة إقامة البطولة في مانيلا عام 1954 خلال اجتماع لمندوبي الدول المؤسسة للاتحاد الآسيوي للعبة، الذين اتفقوا على ضرورة تطوير مستوى اللعبة في جميع أنحاء القارة الآسيوية من خلال وسائل عدة، كان منها إقامة هذه البطولة التي يتنافس فيها أقوى منتخبات القارة، واستمر إقامة البطولة بنظام دوري من دور واحد.
*وفي البطولة الرابعة التي استضافتها إيران عام 1968، شهدت للمرة الأولى ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة من أربعة إلى خمسة منتخبات، كما شهدت بطلاً جديداً لكأس آسيا وهو المنتخب الإيراني، كما كانت هذه البطولة هي الأخيرة للمنتخب الإسرائيلي في بطولات كأس آسيا، وقد لعب رجال الكويت أمثال المعارض السياسي أحمد السعدون دوراً كبيراً في إبعاد إسرائيل، تبعه الشهيد فهد الأحمد.
وأكمل إبعادهم عن القارة الآسيوية تماماً، وهو حدث استثنائي تنفست به الدول العربية في غرب القارة الصعداء، وفي عام 1972 حافظ الإيرانيون على اللقب في البطولة التي استضافتها تايلاند، حيث حسموا البطولة بالفوز على كوريا2/ 1 بعد وقت إضافي، وشهدت هذه البطولة أول مشاركة عربية في كأس آسيا من خلال منتخبي الكويت والعراق.
حيث كانا يتنافسان ودياً بينهما، ولكن كل منهما خرج من الدور الأول، ولكن المنتخبين أنفسهما نجحا في شق طريقهما إلى المربع الذهبي للبطولة التالية عام 1976، التي استضافتها إيران مجدداً بمشاركة ستة منتخبات قسمت إلى مجوعتين، ونجح المنتخب الكويتي في بلوغ المباراة النهائية للبطولة بقيادة الجهاز الفني البرازيلي زاغالوا ومساعديه كارلوس البرتوا بريرا وشيرول.
ولكنه خسر بهدف نظيف أمام المنتخب الإيراني صاحب الأرض، الذي تربع على عرش القارة الآسيوية للمرة الثالثة على التوالي، ومن هذه البطولة تعرف الجمهور الخليجي، على صوت المعلق الكبير خالد الحربان، وقد تابعت تلك البطولة عبر تلفزيون الكويت.
واليوم للأسف الشديد تم إبعاده بعد أن كبر سنه، أطال الله في عمره، وذلك حسب تصريحاته الحزينة على هامش خليجي 22 في الرياض، كما تعرفت أنديتنا على اللاعبين الأجانب، وبدأت التعاقد معهم، وأغلبية نجوم المنتخب الإيراني لعبوا هنا في ملاعبنا.
* واستمرت العلاقة مع كأس آسيا خاصة في البطولة السابعة التي استضافتها الكويت عام 1980، التي كانت نقطة تحول في تاريخ كأس آسيا، حيث قفز عدد المنتخبات المشاركة في البطولة من ستة إلى عشرة منتخبات، كان من بينها أربعة منتخبات عربية هي الكويت وقطر وسوريا والإمارات.
والطريف أن تصفيات مجموعتنا التي استضفناها في أبوظبي عام 79، كانت آخر مرحلة من أيام المدرب الانجليزي الراحل دون ريفي، وكان التعادل هو سيد الموقف في تلك التصفيات التي ضمت سوريا ولبنان والإمارات، وفاز لاعب من سوريا بلقب الهداف بهدف وحيد سجله في مرمى لبنان.
"البيان"