محمد الجوكر
نعود للتواصل معكم في رمضان للعام الخامس، لنستعيد الذكريات التي مرت بها رياضتنا منذ أكثر من خمسين عاماً، وذلك عبر مجموعة من الصور التي لم يسبق نشرها من قبل، وإذا كانت الكلمة مهمة لإلقاء الضوء على الحدث، فإن للصورة بعدها الخاص وقيمتها في توثيق الأحداث، وهي غالباً ما تكون محملة بقصص وحكايات، أبطالها نجوم صالوا وجالوا في الملاعب، ونحن هنا نرتكز على صور تعود بذاكرتنا إلى أيام الزمن الجميل، إيماناً منا بأن الصورة تبقى عالقة في الأذهان، وتزيد قيمتها كلما مرت عليها السنون.
يعتبر اتحاد الشارقة أول من نظم دورة رمضانية على مستوى الدولة عام 1969، وقد أقيمت هذه الدورة في عامها الأول بمدرسة العروبة الثانوية بالشارقة، وكانت عبارة عن سداسيات شاركت فيها أندية أبوظبي والعين ودبي والشارقة وعجمان، وبعض أندية المنطقة الشرقية ورأس الخيمة. الدورة حققت نجاحاً كبيراً، الأمر الذي دفع القائمين عليها إلى إقامتها في العام الثاني بنادي الخليج، النادي الوحيد في الدولة الذي توافرت فيه الإضاءة الليلية في ذلك الوقت، ويقع في المكان نفسه الذي تشغله مديرية شرطة الشارقة حالياً.
وقد أقيمت في هذا الملعب مباريات لا تنسى، حيث استضاف مباراة منتخب دبي مع الإسماعيلي عام 1969، عندما زار الإسماعيلي الإمارات في إطار جولته العربية من أجل دعم المجهود الحربي، وكان الفريق حائزاً على بطولة إفريقيا.
كما استضاف الملعب في بداية السبعينيات مباراة الأهلي ومنتخب الجيش الكويتي بكامل نجومه وخسر من الأهلي 3/2، وكانت تشارك في الدورة الرمضانية قوات الجيش البريطاني بالقاعدة الإنجليزية بالشارقة، وكان يسمى فريقها (الأرمي).
إلى جانب قوات (الآر. إف. آي)، وكانت تتبع القاعدة الإنجليزية أيضاً ومشاركة نخبة من النجوم المعروفين محلياً.
وقد استمر اتحاد الشارقة في تنظيم المسابقات حوالي ثلاثة أعوام لحين تأسيس اتحاد الإمارات العربية المتحدة لكرة القدم ليصبح اتحاد الشارقة بعد ذلك، منطقة من مناطق اتحاد الإمارات، حيث تولى رئاسة منطقة الشارقة أحمد محمد المدفع، بينما تولى الإعلامي المرحوم فاروق راشد سكرتارية المنطقة وتميزت هذه الدورات بمواهب متعددة، وأصبحوا نجوم الكرة الإماراتية.