محمد الجوكر
لكي نفيق، من أي أزمات تواجهنا، لا بد أن يكون لدينا فكر إداري سليم يتبعه إصلاح بمعنى الكلمة، أي نسيّر أمورنا وفق عمل منهجي واضح المعالم، فأي أزمة أو مشكلة رياضية طارئة، تتطلب اللقاء المفتوح والمكشوف، لكي نناقش أمورنا بهدوء وتروٍّ بعيداً عن القيل والقال، فقد ظهرت في الآونة الأخيرة وللأسف أقاويل وإشاعات ملأت الشارع الرياضي، وهذه ظاهرة خطيرة يجب أن نوقفها عند حدها، فهناك فرق بين الإثارة المقبولة وبين الإثارة المجنونة، وهاتان الإشارتان واضحتان لمن يهمه الأمر، فقد طغينا على الإصلاح واستبدلناه بالتحطيم، وقد استوقفني ما حدث في فترة التسجيل الخاصة بلاعبي دوري المحترفين، فالأزمة من دون لازمة، تحولت إلى أزمة حقيقية بين مؤيد ومتحفظ ومعارض، فطريقة التسجيل والموافقة تمت باجتهاد، ونحن في زمن الاحتراف لا نقبل حالات مثل الاجتهاد، ومن أخطأ عليه تحمل المسؤولية، وهناك حلان لا ثالث لهما، إما الإقالة أو الاستقالة، الأولى تعود الى الجمعية العمومية.
بينما الثانية قرار شخصي، وكما قلت من أخطأ عليه أن يتحمل وزر فعله، وأعتقد أن اتحاد الكرة لا يقبل أي تشكيك في ذمته، فهو مسؤول ومن الضروري أن يكون قوياً ويضرب بيد من حديد لكل من يريد أن يسيء إليه، فالخطأ واضح وهو تصرف فردي تم بعد منتصف الليل دون مشورة الأعضاء أو متخصصين، ولكن يبدو أن ضغوطاً مورست على البعض، فتم تمرير التسجيل وهي سابقة خطيرة، تهدد كيان أكبر اتحاد رياضي، ولا نعرف من يريد أن يورط الآخر؟ هذا هو السؤال الذي نسمعه الآن!!
*وطالما أننا نعمل بعيداً عن العمل المؤسسي، تكثر حالات »الزعل« والعتاب، ومعها تكثر ظاهرة الاختلاف، ليس فقط في القاعات، بل تصل الى خارج القاعة، وبدأت تظهر علناً، نسمعها من هنا وهناك.
وأقول: كان بالإمكان أن تتم وفق أسلوب أفضل لكي لا ندخل في حرج.
فلا يجوز ما حصل، إنها قضية خطيرة تهدد كيان الرياضة وليست الكرة فقط، هناك أساليب افضل يمكننا أن نوجهها لكل من يريد أن يعمل في عصر الاحتراف، يجب أن نعمل وفق أصول الاحتراف وبمعنى أن يكون عملنا احترافياً وبدقة متناهية حتى لو كان هناك عملية تشاورية، وأعتقد أن اتحاد الكرة لديه القدرة في هذه الأمور، ولا خوف عليه، ولكن من يستطيع أن يوظف هذه الطاقات بالصورة الصحيحة، وهذه مسؤولية مجلس الادارة، وليست لجنة فقط مخولة وفق اللوائح، نريد عملاً منظماً جماعياً، نريد صوتا واحدا ينقل هموم اللعبة ولا نريد الكل يدلي بصوته، وتلك هي الأزمة الحقيقة التي تعاني منها الكرة الإماراتية.
لدينا أكثر من متحدث وعشرات من الناس يتكلمون باسم الاتحاد، وهذه هي قضية كبيرة، علينا أن نترك الأمر لأصحاب التخصص، وهنا على الرجل القانوني المختص أن ينور الناس ولا نريد أن نسمع (قالولي وأعتقد وبشوف وبرد عليكم)، علنيا أن نعطي الخبز لخبازه حتى لو أكل نصفه، فهي الحقيقة التي يجب أن نعرفها وهدفنا هو الإصلاح الرياضي ونجاح العمل المؤسسي، وهي أحد المرتكزات الأساسية في مسيرة العمل الرياضي اليوم.
إن إصلاح الإدارة هو أحد أعمدة القطاع الشبابي والرياضي ولعل أزمة »الميركاتو« الحالية، تكون إنذاراً بضرورة تطبيق مبدأ التكافؤ وحل الأزمات الطارئة في هدوء وحكمة، وحتى تُطوى صفحة الخلاف وتبدأ صفحة المصالحة الكروية والوفاق، ولنتعاون جميعاً على صيانة الحقوق، نريد (اتحاد القانون - اتحاد العدالة)، والفيفا لن يتدخل في قضية داخلية لأنها تخصنا، ولا يتدخل الاتحاد الدولي إلا عند الحالات المستعصية. وتحويل الأمر الى الفيفا مجرد غطاء حتى نسكت به الرأي العام .. والله من وراء القصد.