محمد الجوكر
قرار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بشأن حل مجلس إدارة شركة الشعب لكرة القدم، وتشكيل لجنة مؤقته لتسيير شؤون الشركة، هدفه إصلاح النادي، بعد أن تدهورت حالته، وأصبحت يرثى لها.
وهو أول نادٍ يُحل مجلس ادارة شركته هذا الموسم، وهو أول نادٍ بالدولة، يرحل عنه مدربه المصري طارق العشري، بعد الجولة السابعة للدوري، وعليه يبدو واضحاً للعيان، أن هناك خللاً ما وقصوراً، أدى إلى تراكم الأخطاء السلبية في دوري لايرحم .
وأعتقد أن اللجنة المؤقتة، لن تستمر طويلاً، نريد أن يعود أبناء النادي المخلصون والراغبون في العمل، وبذل الجهد وليس للتصريحات والتفرغ لأمور بعيدة عن مصلحة النادي ،وفريق كرة القدم بالأخص، إلى أن وقع «الفأس في الرأس»، ليورطوا النادي، ويصبح في وضع سئ للغاية، برغم تاريخ وعراقة النادي الطويلة في مسيرة الكرة الاماراتية عامة والشرقاوية خاصة.
* أنا مع عودة قدامى الرياضيين وأصحاب الخبرة في النادي، لاستطلاع آرائهم حول التشكيلة المقترحة التي ستتولى إدارة شؤون الكرة، فالأندية بحاجة إلى أبنائها، ولكن للأسف، اليوم تغير الحال، وأصبحت الأندية تدار بأمزجة أفراد دون الرجوع إلى العمل الجماعي المؤسسي، فيحدث خراب ويضيع كل شئ، لأن الأساس خطأ، ومابني على خطأ فهو خطأ.
وهذا هو السائد بكل مرارة في معظم الأندية بالدولة، فلا رقيب ولا حسيب، الكل يعمل وفق هواه، والاهتمام كلياً على اثنين وثلاثة (وشوية) موظفين ينفذون التعليمات بحكم الوظيفة، ومن بعدها، يأتي الدمار وخسارة الأموال من الميزانية وخسارة الضمائر.
حيث تبدأ تصفية النفوس والحسابات، وتبدأ من هنا معارك داخلية بين الأعضاء أنفسهم، وينقسم العمل إلى ماهو سلبي، يؤثر على مسيرة النادي إدارياً، وتسير لاتجاه غالباً، مفاده ماذا يريد (الرئيس)؟، ونقصد هنا رئيس مجلس الإدارة!! ويذكر أن الإدارة السابقة كانت تولت المهمة في منتصف الموسم قبل الماضي، وهبطت بالفريق إلى دوري الدرجة الأولى.
ثم نجحت في العودة به مرة أخرى، في نهاية الموسم الماضي، بقيادةالمدرب الوطني عيد باروت، ولا أدري سبباً واحداً بعدم استمراره !! ليصبح نادي الشعب اليوم في وضع محزن للغاية، ولهذا جاء تدخل الحاكم لينقذ مسيرة النادي ذي الشعبية الكبيرة في الامارة الباسمة.
* وكان المدرب المصري طارق العشري، مدرب فريق الشعب قد تقدم باستقالته عقب الخسارة من فريق الوحدة برباعية مقابل هدف وحيد، واكتفى العشري بما قدمه خلال الجولات السبع، وأنه لن يتراجع عنها، لأنه لم يعد لديه ما يقدمه مع الفريق، وكان الضحية الأولى لدورينا، دوري المحترفين.
وعلينا ألا نحمل المدرب المسؤولية كاملة، فهو جزء من المنظومة الكروية، ويتحملها بنسبة 40 بالمائة فقط، والبقية هناك أطراف أخرى مشاركون فيها، وهم اللاعبون والإدارة وبيئة العمل الأخرى المتوفرة بالنادي.
بصراحة نحن الآن في زمن غير زمن الهواة، فالدوري لايرحم من ليس لديه القدرة، والتدهور الذي أصاب الفريق بدأ من اللاعبين والجهاز الفني، حتى وصل الأمر مداه وطفح الكيل من محبي الشعب الذين يستشعرون من الآن، أن بقاء ناديهم مع الكبار، يحتاج إلى معجزة، فمن يصلح حال الشعب..
والله من وراء القصد.