محمد الجوكر
جميل أن نتواصل بعضنا مع بعض عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي تجمعنا على الخير وتبعد عنا الشر وتنبهنا إلى الأخطاء وتقودنا إلى طريق الصواب، وأهل التواصل تحولوا إلى ظاهرة فرضت نفسها بقوة على الساحة الرياضية، شئنا أم أبينا، وأصبحت واقعاً على الجميع في المجتمع، وهي ظاهرة حضارية تزيد من الترابط، وأحياناً تزيد من «الطين بلة»، وقد أدخلوني غصباً عني في أحد القروبات الإعلامية، وصدقوني دون تجنٍّ على أحد، خلال ساعة، يصل إليك أكثر من 100 محادثة، ناس «غاوية»، وبصراحة «حاجة تجنن»، لذا قررت الهروب والانسحاب بهدوء، بعد أن تشوش عقلي من كثرتها، كما حصل بالأمس في الساحة الرياضية المحلية، بعد أن سرت شائعات تناولت حل مجلس إدارة نادي الشعب، بعد النتائج المتدهورة في دوري المحترفين، و«تفنيش» طارق العشري المدرب المصري، وتذيل الفريق الترتيب، حيث أعلن أهل «الواتس آب» تشكيل مجلس جديد، وحُددت الأسماء بطريقة منظمة ودقيقة لا يمكن أن تتخيلها، من خلال إشاعة، بل وصل الأمر إلى اجتماع مع مجلس الشارقة الرياضي، وسرت الشائعة بسرعة الصاروخ، وبدأت التهاني تنهال على الأعضاء المعنيين، وسرعان ما جاء النفي أيضاً من صديقنا «الواتس آب»!
* ولكي نفيق، لا بد أن يكون لدينا فكر إداري، يتبعه إصلاح بمعنى الكلمة، أي نسيّر أمورنا وفق منهج إصلاحي واضح المعالم، فعند أي أزمة أو مشكلة رياضية طارئة يجب اللقاء المفتوح المكشوف، لكي نناقش أمورنا بهدوء وتروٍّ بعيداً عن القيل والقال، فقد ظهرت في الآونة الأخيرة، مع الأسف، أقاويل وإشاعات ملأت الشارع الرياضي، تتناقلها الأجهزة اليدوية الحديثة، ما تسبب في نوع من القلق وبلبلة الوسط الرياضي عامة والكروي خاصة، وهذه ظاهرة خطرة، يجب أن نتوقف عندها، فهناك فرق بين الإثارة المقبولة، وبين الإثارة المجنونة، فليس لنا مصلحة في تشويش الساحة وهي نظيفة!
*وتجارب السنين والأيام تثبت أن كرة الإمارات تنقصها الهوية والتنظيم الإداري، برغم الدعم الكبير الذي تلقاه، فما زالت الإدارة هاوية، ليس بالطبع كل الأندية، إنما غالبيتها، والدليل كل هذه الأجواء، و«خلّونا» نفكر في معالجة الأندية وأخطائها، وأن تعمل بروح الفريق الواحد، وليس بقرار الفرد، فقد ولّت هذه الشعارات، نحن اليوم في زمن المؤسسة، لا ننتظر غيرنا يدافع عنا، أقول: لا وألف لا، تحركوا واجلسوا مرة ومرتين وثلاثاً وعشراً، افتحوا باب التعاون بكل صدق بين هيئاتنا الكروية كافة، حول آلية عمل واحدة، لكي لا تضعنا في ورطات جديدة، وفي النهاية هدفنا ومصيرنا واحد، نريد الاستقرار والأجواء الصحية، بعيداً عن الأزمات، وأن يكون هدفنا هو حماية الأسرة الكروية، من أية عقبات أو أزمات قد تعرقل مسيرتنا الكروية.
*و«الله يسامحهم» على بثهم معلومات غير صحيحة، تثير البلبلة في الشأن الرياضي، سواء إداري أو مشجع أو لاعب أو إعلامي، ونقول مهما كان، نتمنى ممن يشارك في التواصل الاجتماعي أن لا يسيء ولا يخرج عن الخط الأحمر، وأن لا نسيء إلى البشر، وأدعو إلى توخي الحذر والحيطة عند تداول مثل هذه الأخبار التي تسيء إلى متلقيها، حتى لا تفقد شبكات التواصل مصداقيتها، فمواجهة الإشاعة دور ثقافي شخصي في المقام الأول.. والله من وراء القصد.