محمد الجوكر
ــ هذه حال كرة القدم، لا تعترف بالأسماء الكبيرة في عالم التدريب، طالما يخفق الفريق ويخسر، فالثمن الفادح دائماً هو (قص رقاب) المدربين، وهو ما يحدث في دورينا، تجدهم ضحايا في كل موسم، وقد استغنت أنديتنا عن سبعة مدربين والبقية في الطريق باعتبار أن بعض الأندية تريد المكسب السريع وهذا مستحيل في عالم الكرة، ولن نكون مبالغين عندما وصفنا مسابقة الدوري قبل فترة، بأنها واحدة من عجائب دوري الكرة في عالمنا العربي، بل كنا على حق عندما وصفنا «التفنيشات» بالمقصلة التي أطاحت بكبار المدربين.
ــ وبطولتنا الكروية الأم التي يجري رحاها حالياً، سبق لها أن حطمت الرقم القياسي في لائحة «التفنيشات» العالمية، بإقالة 14 مدرباً دفعة واحدة، وهو رقم كبير حدث قبل سنوات، وفي رأيي أن هذا الأمر يؤكد بدون شك أن هناك خللاً ما و لابد من تقييم الأوضاع بدقة، والغريب في الأمر أن الأندية التي تستغني عن مدربيها، سرعان ما تتألق ويتحسن أداؤها، وقد حدث ذلك فعلياً في بعض الأندية محلياً وخليجياً، مما شكل معادلة غريبة تحتاج لشيء من الاهتمام والدراسة، ومع القرار الوحداوي الأخير، بات الكابتن سامي الجابر أول مدرب سعودي يعمل في أنديتنا مدرباً للعنابي، وهذا ما نشعر به حتى هذه اللحظة، ولكن في كرة القدم وتحديداً في دورينا العجب العجاب.
حيث تختلف الآراء والاتجاهات بين ليلة وضحاها، ويمكن أن تتغير الأمور بل تنقلب رأساً على عقب، وعموماً تحدثنا كثيراً في هذا الجانب وأكدنا قبل ذلك حجم الخسائر المالية المتلاحقة التي تتعرض لها الأندية جراء إقالة مدربيها، ويظل الحال على ما هو عليه، فأسرة أصحاب السعادة أدرى بشعابها، وهم أدرى بظروف ناديهم، أكثر من غيرهم، لهم الحق فيما يرونه مناسباً لدعم مسيرة الفريق، وبقدر حزني على كم «التفنيشات» التي حدثت هذا الموسم، في نصف فرق دوري المحترفين، وأنا ضد مبدأ تغيير المدربين بهذه الصورة، التي أصبحت كالموضة التي تتسارع الأندية على تقليدها، بقدر سعادتي أيضاً بتولي المدرب السعودي سامي الجابر منصب المدير الفني والمتحدث الرسمي للنادي العربي القطري، حيث وصل لتوقيع عقد توليه مهمة فريق نادي الوحدة خلفاً للبرتغالي جوزيه بيسيرو الذي تمت إقالته بعد تعادل العنابي مع الإمارات 2-2 يوم الأحد الماضي، ضمن الجولة الخامسة عشرة من المسابقة عقب مباراة مثيرة.
ــ وكان الوحدة قد تعاقد مع بيسيرو في 2013 ولمدة عامين، خلفا للتشيكي كارل ياروليم، وسبق لبيسيرو تدريب منتخب السعودية بين 2009 و2011 وتمكن بيسيرو الذي قاد سبورتنج لشبونة لنهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 2005 ، من إنهاء الموسم الماضي في المركز الثاني لكن بفارق 16 نقطة خلف الأهلي.
ــ وأما المدرب السعودي الشاب سامي الجابر هو من افضل لاعبي المنطقة، قبل أن يتجه للتدريب ويصبح مدرباً لفريق الهلال، وقد طلب سامي الاستئذان من مسؤولي النادي العربي القطري من الناحية الأخلاقية للرحيل في ظل العلاقة الطيبة التي تركها منذ أن تعاقد معه العربي، منذ يوليو الماضي، ويعد الجابر من بين المدربين المميزين من الكرة السعودية الذين ارتبطوا بالكرة الإماراتية، بدءاً من لاعب الاتفاق الشهير المخضرم وأحد مؤسسيه عبد الله يحيى، الذي لعب مع أهلي دبي عام 71 وهناك ياسر القطحاني والذي تألق مع العين قبل 3سنوات واليوم يحل علينا الجابر «بوعبدالله» مدرباً، متمنياً له التوفيق، ونرحب به كونه كفاءة خليجية عالية.. والله من وراء القصد.