محمد الجوكر
اتفقت جميع الصحف والآراء والتصريحات على موقف واحد في مشهد لم نره من قبل منذ سنوات، اتفق الجميع على أن يتفقوا بأن ما حققه فريق الأهلي من مكاسب ونجاحات كبيرة استفاد منها في البطولة الآسيوية الكبرى، التي ينظمها الاتحاد القاري لكرة القدم، فقد جاء أولاً على لسان رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة، بان الاهلي حقق مكاسب عديدة ستعود بالنفع العام على الفريق مستقبلاً..
وبالتالي عليكم ألا تحزنوا لفقدان فرصة انتزاع الكأس القارية للأندية، لأن ما قدمه الفريق كان واضحاً خلال مشواره الآسيوي، وهنا أيضا نشير للدور الإداري الذي قام به المسؤولون بالنادي على رأسهم رئيس مجلس الادارة عبد الله النابودة، والذي استلهم أفكار قادة النادي لتحقيق القفزة النوعية التي ظهرت على مستوى الفرسان، وكاد الفريق أن يدخل التاريخ، لو حقق الفوز..
وعاد لنا بالكأس من بلد المليار نسمة، إلا أن الصينيين قدموا كل ما لديهم وفازوا ونالوا اللقب والألقاب، فقد أحرز غوانزو لقب دوري أبطال آسيا بعد تغلبه على الأهلي الإماراتي بهدف نظيف أول من أمس في إياب الدور النهائي، وساهمت نتيجة مباراة الذهاب بدبي السلبية في نجاح الصينيين على أرضهم وبين جماهيرهم..
وهو اللقب الثاني للفريق بعد عام 2013، فيما انتابنا الحزن والأسى لضياع الحلم في الخطوة الاخيرة، ولكن اسعدنا الأهلي وصيف القارة، وكان الفرسان قريبين من التتويج الثاني للأندية الإماراتية بهذا اللقب الكبير، بعد العين بطل أول نسخة للبطولة في حلتها الجديدة عام 2003.
*هذه هي الكرة لا تقف عند حد معين، ولا تتوقف الحياة ولن تكون النهاية وليست كارثة، بل علينا أن نتعلم ونستفيد من المشاركة الناجحة بكل المقاييس، وتبقى هفوة اللاعب "المطرود" سالمين خميس، محل استياء من الجميع، فالتصرف لم يعجبه أحد، فقد كان المشهد منقولاً على الهواء مباشرة، فلم يكن الأمر يدعو أن يتهور بهذه الطريقة، فأنت تمثل بلدك والعالم شاهدك بصورة سيئة..
وقد حصل النادي الأغنى في قارة اسيا حالياً وهو غوانزو على 1.5 مليون دولار، وسيمثل آسيا في بطولة كأس العالم للأندية التي تحتضنها اليابان من 10 ـ 20 ديسمبر المقبل، وأصبح ثاني فريق يحقق اللقب مرتين بعد الاتحاد السعودي عامي 2004 و2005،..
كما أن التتويج كان تاريخياً لمدرب غوانزو البرازيلي سكولاري بطل مونديال 2002 مع منتخب بلاده الذي أصبح ثاني مدرب، بعد الإيطالي ليبي يفوز بكأس العالم، ومن ثم بدوري أبطال آسيا، فالنادي الصيني تربطه سمعة طيبة مع المدربين الكبار، فقد كان ليبي الذي حقق لقب دوري أبطال آسيا مع غوانزو نفسه عام 2013 بعدما كان قاد إيطاليا للتتويج بكأس العالم 2006. فكما قلنا إن المال والاقتصاد الصيني سيغيران من خارطة الكرة في القارة الصفراء.
* نعم الفرسان قدموا واستحقوا اللعب في النهائي، علينا بأن نقيم المشاركة من كل الجوانب وأن نكتب تقريراً بالكامل للاتحاد الآسيوي الذي طلب من الأندية والاتحادات دراسة السلبيات وكل نواحي القصور وإرسالها للأمانة العامة للاتحاد الآسيوي لدراسة هذه المشاكل..
وكان من أبرزها موضوع التذاكر الذي تلاعبت به الصين، لولا حكمة وتدخل الإدارة الاهلاوية، الذين وفروا وسهلوا من المرافقين ومشجعي الفرسان الذين جاءوا للوقوف خلف ممثل الوطن، كما لا يفوتنا بأن نشكر كل الاخوة والاشقاء العرب الذين تعاطفوا معنا، صحيح حزننا كبير، ولكن يبقى أن نؤمن بأن هذه هي حال كرة القدم، ونقول لكل أهلاوي ارفع رأسك.. والله من وراء القصد.