محمد الجوكر
تعيش الرياضة وضعاً صعباً هذه الأيام، على مختلف الأصعدة، وأصبحت كلمة الفساد، أقل كلمة نسمعها، وتترد على الساحة الدولية، فالرياضة لم تعد نظيفة (زي زمان)، عندما كانت تمارس وسط أمور وأدوات بسيطة وسهلة ومحببة للنفس، والقلب يطمئن عندما نذهب لمشاهدة والاستمتاع بلاعب أو لفريق، بينما اليوم، ومع دخول ظاهرة الاحتراف والاستثمار والتخصص والشركات، زاد اللصوص والمرتشون، وللأسف، في معظم المنظمات الدولية، وعلى رأسها ما يجري الآن في «فيفا»، التي وصفها يوماً، الشهيد فهد الأحمد، رحمه الله، عام 83، بأنها مافيا، واليوم نشهد هذه الفضائح عيني عينك، فهل الرياضة العربية بعيدة عن هذه الفضائح؟، هل هي مكتفية فقط بالكلام والاستعراض والشو، لتغطي جوانب الفساد الرياضي؟، فقد حولت العولمة التي جرى وراءها العالم إلى ما يسمى بالاحتراف، الذي تحول إلى انحراف حقيقي داخل الملاعب أو خارجها، وأصبحت الرياضة عامة تعاني من الأزمات والإشكاليات، سببت الصداع والإساءات للميثاق الأولمبي، فقد اختتمت أعمال النسخة الخامسة من المؤتمر الدولي للأمن الرياضي «نيويورك 2015»، وهو المؤتمر الذي ينظمه المركز الدولي للأمن الرياضي سنوياً، وحضرته الوفود العربية، كشاهد ما شافش حاجة، ورجعوا بالسلامة، حتى بعد عودتهم، لا نعرف ماذا فعلوا، وماذا قدموا، وأين هي تقاريرهم، وكم استفادوا من المؤتمر ومناقشاته، لأننا تعودنا، كعرب، ومن مشاهدات شخصية كنت قريباً من بعض هذه الأحداث، منها المؤتمر الاحترافي السنوي الذي ينظمه مجلس دبي الرياضي، عندما تطرح قضايا هامة تخدمنا، نجد الحضور داخل القاعة ضعيفاً، ولا يتناسب مع حجم المتحدث، بينما الحضور الجانبي خارج القاعة، فأعدادهم ضعف الموجودين ليستمعوا إلى المحاضرين، بسبب حبهم للسوالف وشرب الشاي والقهوة والمرطبات والوجبات الخفيفة!!
** فقد أقيم على مدار يومين، في مقر مجلس العلاقات الخارجية الأميركي في هارولد برات هاوس، بمدينة نيويورك الأميركية، وذلك بحضور الأطياف الرياضية والاقتصادية والسياسية والمجتمعية، وممثلي المؤسسات الدولية والاتحادات الرياضية العالمية. تساعد المركز في تعزيز دوره الرائد والمتنوع في خدمة الرياضة العالمية، وسيعزز المركز الدولي للأمن الرياضي، للاستفادة من مؤشر المركز، وهو المؤشر الذي يقيس أداء المدن المستضيفة، والعائد الاقتصادي من تنظيم البطولات الرياضية الكبرى، إلى جانب قياس مدى استفادة المجتمعات المحيطة بالبطولات الرياضية من تنظيم المدن لهذه الأحداث، فنحن ننظم عشرات البطولات والأحداث، هل هناك جهة تقيم عملنا؟ وما مدى الاستفادة، أم «بس» مجرد تنظيم وقرقعة إعلامية وبهرجة وهلم جرّا!!
** طرح المؤتمر، حسب ما قرأت، الاتفاقية الثانية بين المركز الدولي للأمن الرياضي، والمنظمة الدولية للهدنة الأولمبية، وهي تهدف إلى العمل المشترك على نشر مبادئ الهدنة الأولمبية، والتعاون من خلال برنامج «أنقذ الحلم»، وتعد الهدنة الأولمبية تقليداً أولمبياً، دعت إليه اليونان، وصدر قرار بشأنه من الأمم المتحدة سنة 1993 م، يطالب كل الدول بإلقاء السلاح، وإيقاف الحروب قبل سبعة أيام من الحدث الأولمبي، وحتى مرور سبعة أيام على ختامه، ويذكر أن هذه الاتفاقية تأتي بعد أسبوع واحد من موافقة الأمم المتحدة على الهدنة الأولمبية الخاصة بأولمبياد ريو دي جانيرو 2016.. إذا كنا نريد معنى الرياضة وفلسفتها، لا بد أن نفكر كما يفكر العالم.. والله من وراء القصد.