محمد الجوكر
لن نضيف جديداً، على نتيجة مباراتنا الأخيرة أمام إيران في النهائيات الآسيوية، لكن نؤكد فقط، أننا كنا الأفضل والأكثر سيطرة واستحواذاً على الكرة، وفرصنا كانت عدة أمام المرمى، بغض النظر عن الخسارة بهدف في الوقت الإضافي الذي حرمنا من صدارة المجموعة الثالثة.
وهذا ما أشارت إليه معظم الآراء، واتفقت عليه، بل أكد الخبراء والمحللون، أن الأبيض قدم أفضل مبارياته من الناحية التكتيكية والخططية التي أزعجت الفريق الإيراني الذي تعامل معنا بالعنف والخشونة للحد من خطورة لاعبينا، وتكتيكات مدربهم البرتغالي كيروش الذي سبق ودرب منتخبنا في الدورة العربية عام 99 بالأردن، وهو رجل أكاديمي متخصص في الاستراتيجيات بدرجة مستشار، عموماً نقول إن المنتخب قدم مباراة كبيرة وجيدة المستوى.
ولكن تبقى الكرة «أجوال»، هكذا يفضلها الجمهور، نعم تفوقنا ولعبنا وإن خسرنا، وربما النتيجة تعطي فريقنا الدافع الأكبر والقوي من أجل الاستمرار في ركب المنافسة مع الأربعة الكبار على اللقب الآسيوي، وهذا ما نتمناه ونشعر بأن فريقنا أصبح ذا شخصية مستقلة، حتى إن المدرب كيروش وصف منتخبنا بأنه الأفضل في غرب آسيا، وهي شهادة من رجل له وضعه التدريبي المميز في المنطقة، وبخلاف هذا يلعب الحظ أحياناً دوره ضدنا.
ونتذكر أننا دائماً لا تنفعنا حلول الفرصتين، فلنا معها ذكريات سيئة في عام 86 بالطائف، حيث كنا نحتاج إلى التعادل أمام العراق أو حتى الخسارة بهدفين في تصفيات كأس العالم بالمكسيك، لنصعد لملاقاة سوريا، ولكن دخل مرمانا هدف في آخر ثانية، رغم فوزنا 1/2، ولكن فارق الأهداف رجح كفة العراق، في مشهد لا أنساه.
بل إن معلق المباراة الزميل أحمد الشيخ طلب على الهواء من الجماهير أن تستقبل المنتخب لحظة وصوله بالمطار! ويومها بكيت بعد الانتهاء من المباراة حزناً على ضياع الفرصة التاريخية، حيث كنت المرافق الصحافي للمنتخب وأتذكر أيضاً في تصفيات لوس أنجلوس بالشارقة عام 84، وكنا نحتاج إلى التعادل أمام البحرين، وخسرنا بفارق هدف، هكذا هي حالنا، لم تستفد الكرة الإماراتية من هذه الدروس، واليوم نحن في زمن الاحتراف، وقدم منتخبنا كل شيء جميل إلا التسجيل ليسرق الإيرانيون الفوز في الوقت الإضافي ويتصدرون المجموعة.
وهنا نبدي ملاحظة مهمة، تفيد الجميع وليس فقط الإمارات نوجهها إلى الاتحاد الآسيوي، عليه أن يعيد حساباته في عدم تعيين حكام لمباريات منتخبات مرتبطة بفرق ضمن التأهل للأدوار التالية، كما حصل مع الحكم الياباني معنا، وكذلك قبل لقاء العراق والأردن احتجت بعثة العراق على حكمنا الدولي محمد البلوشي.
وهكذا أدخلت لجنة التحكيم الآسيوية نفسها في ورطة هي في غنى عنها، نريد أن يعيد الاتحاد القاري حساباته والأمر بيد الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد، لحماية المنتخبات من الضرر ومن حسابات البعض لأغراض شخصية تخالف بها الأعراف والأخلاقيات السمحة، وعودة لموقعة إيران ونقول من التاريخ إننا في مواجهاتنا مع إيران خسرنا صفر-3 في سنغافورة 84، و1-صفر عام 88، قبل أن نتعادل في هيروشيما من دون أهداف 92، وفي أستراليا خسرنا بهدف قاتل.
ولكن للأمانة وبكل فخر يقدم منتخبنا اليوم بقيادة المدرب المهندس الموطن مهدي علي أداءً جميلاً توجناه بفوزين الأول كبير على حساب منتخب قطر بطل الخليج 1/4، وعبرنا البحرين 1/2، وسجلنا أسرع هدف في تاريخ النهائيات بعد 14 ثانية من بداية مباراة البحرين عن طريق الهداف علي مبخوت، وأخيراً أقول «ما قصرتم وأملنا فيكم كبير يا الأبيض»..
والله من وراء القصد.