محمد الجوكر
■ مناسبة جميلة علينا، ألا وهي عيد «البيان» الذي احتفلنا به أمس، باعتبارها واحدة من أهم المؤسسات الإعلامية في الدولة، ويقع على عاتقها مسؤوليات جسام، ويظل اليوم العاشر من مايو سنوياً، مناسبة عزيزة وهامة، ما أجملها، يدور فيها الحديث عن الصحافة.
خاصة الرياضية، والتي لها مكانة خاصة في قلبي، ولها وضع خاص، أحبها كثيراً، وتعلقت بها منذ أيام مجلة أخبار دبي، التي كانت أول نشرة إعلامية صدرت عام 65، وخصصت ربع صفحة للرياضة، ثم نصف، وبعدها صارت صفحة كاملة، قبل أن تغلق وتتحول وتصبح إحدى بنات البيان، وعلاقتي بدأت مع تلك المؤسسة الشامخة، منذ أكثر من ربع قرن، عندما تشرفت وانضممت إلى صحيفة البيان في التاسع من فبراير عام 1990، التي احتفلت بمناسبة مرور 35 عاماً على إصدارها، ومنذ انضمامي للقسم الرياضي، قبل دورة الخليج العاشرة لكرة القدم بالكويت عام 90، أدركت تماماً حجم وطبيعة هذه المهنة الشاقة والممتعة.
حيث كان منتخبنا في تلك الفترة قد تأهل إلى نهائيات كأس العالم، وتطلب منا ذلك أن نعد العدة، وأصدرنا كتاب (الإمارات في كأس العالم بإيطاليا)، طبع على مرتين، لنفاد الطبعة الأولى، واليوم نجد نشاطاً وحيوية لدى الزملاء الأعزاء، بقيادة أحمد الحوري رئيس القسم الرياضي، الذي تركته قبل أكثر من 12 سنة، حيث تشهد الساحة المحلية هذه الأيام حراكاً صحافياً في مختلف المجالات، وما يهمني هو مجال الرياضة، ما يؤكد أهمية الصحافة كسلطة رابعة، تستطيع أن تلعب دوراً مؤثراً في تغيير الأحداث، وتوعية الناس عبر إعلام ناضج وواعٍ، بعيداً عن الإسفاف، خاصة المرتبط بالشباب، الثروة الحقيقية للوطن.
■ إن الصحافة الرياضية لها مكانتها، ويقدر الصحافي بحجم عطائه ودوره في المجتمع، ونجد هذه الأيام تقديراً معنوياً، وجده عدد من زملاء المهنة، نعتبره تكريم لنا جميعاً، من أبرزها، في رأيي، هو مبادرة جمعية الإعلام الرياضي، بتكريم رواد العمل في الصحافة الرياضية، التي وجدت صدى طيباً، ولا أخفيكم، فقد أخذنا على عاتقنا جميعاً ضرورة نجاح يوم الوفاء، من منطلق محبتنا للزملاء الأفاضل.
حيث تذكرنا سوياً مدى الصعاب التي واجهتنا قبل أن نتحول إلى عالم (الآيباد والواتس أب والإيميلات، فزمان، كان العمل شاقاً ومتعباً، وتتمثل الصعوبة على حصولك على خبر، وهذا الأمر سيكون محور المحاضرة التي تلقى على زملاء المهنة في الساعة العاشرة من صباح السبت المقبل بنادي النصر، والتي تتحدث عن مدى المعاناة التي واجهتنا قبل 35 سنة في الحصول على خبر، وهي فرصة ودعوة نوجهها لكل المنتسبين إلى الصحافة الرياضية، للاستماع إلى تجربة الزملاء، وكيف كانت الظروف وقتها، وكيف أصبحت الآن، حتى نتعلم من تجارب الآخرين.
خاصة إذا كان هؤلاء من جيل القيم والمبادئ، وأحكي لكم قصة طريفة وصغيرة، كنا نتنقل عبر سيارات التاكسي، التي كانت تحصل منا وقتها على خمسة دراهم، وأحياناً ثلاثة دراهم، وكنا نتجمع ونتفق على موعد واحد، بعد أن نكون قد جمعنا حصيلتنا من الأخبار الصحافية الصغيرة، حيث تميزت صحافتنا بالأخبار ذات قالب العمود، واليوم، تغيرت أشكال المهنة، فأصبح التحقيق والتقرير والحوارات، كلها أشكال صحافية جميلة، مع تغير الحال.
حيث أصبح لدى الجميع سيارته الخاصة، وصحافتنا الرياضية تحظى اليوم باهتمام كبير في المؤسسات الصحافية، ولها إصدارات جميلة ذات طابع مهني راق، وتصدر على شكل جريدة يومياً متكاملة، وتحولت جريدة داخل جريدة ترونها الآن، وقد احتفلت صحفنا أمس بإصدار ملاحق خاصة، بمناسبة فوز نادي العين ببطولة الدوري للمرة الثانية عشرة، تكريماً لنجوم البنفسج، وكل التهنئة للزعيم وللبيان في عيدها 35.. والله من وراء القصد.