علي أبو الريش
تدخل باحة هذا الصرح ومعك تدخل مشاعر اللهفة لغاية أشياء نحتت في المكان فبدا البنيان مرصعاً بترف المزاج الإماراتي الفريد، مكان فيه ترفل الأشياء بجمال وكمال وحسن خصال تبدو المحلات مدائن من ذهب وفضة، وياس مول فضاء كوكب عملاق يطوق الأحداق بالدهشة ويضع حقيقة الجمال الأخاذ بين يدي الزائر.
مدينة ألعاب بحواريها وأزقتها وأسوارها وغرفها تخطف ألباب الصغار والكبار، هناك تغفو الأفئدة على وسائد الأمان والاطمئنان، هناك يقف الزمان عند ناصية الأحلام واسعة الحدقات، هناك تذهب عقارب الساعة باتجاه المرتفع عند جباه الذين تتعلق أبصارهم نحو السماء.. في ياس الأشياء من حولك في حفل بهيج والناس يعزفون لحن الفرح، الأطفال غارقون في أنهار من مرح ويودون لو أن النهار يصبح أطول من الليل، ولو أن حراس البوابات ينسون النظر إلى ساعات معاصمهم ويتركون الزمن يمضي كما يمضي الماء الرقراق في أحشاء المصبات الصافية.
تدخل ياس مول وتستغرب من ذاكرة الإعلام في بلادنا إنها ذاكرة مثقوبة لا تحفظ الود مع الأشياء الجميلة، ولا تلقى بالإنجازات ومشاريع هي عنق زجاجة التطور في الإمارات وهي دليلنا على أن ما تمضي نحوه المشاريع التجارية الكبرى هو النجاح المأمول.. فعلى الرغم من فخامة هذا المشروع «ياس مول» والإبداع في تصميمه ومكوناته، وما يحتضنه من أسباب الراحة والمتعة إلا أن إعلامنا لم ينبض له قلب ويتذكر أن من مهمته إبراز المنجزات التي تفخر بها بلادنا، وتغير بها كل مواطن ومقيم.. فهذا المكان يستحق الزيارة أولاً من أجل تحقيق الذات كونه منتجا إماراتيا يقف على صدر الصحراء كصقر شاهق، ثانياً من أولويات الإعلام أن يقف شاهداً ومتفاعلاً وفاعلاً في وضع الصورة عند كل مقلة وقِبلة وقبلة.. فما يتم إنجازه هو من أجل إنسان الإمارات ومن أجل جيل يتطلع إلى مستوى راقٍ يليق بسمعة هذا البلد الذي أصبح علامة فارقة بين الدول في مجال المشاريع الضخمة.
ما يتم تنفيذه من مشاريع نبراس ومتراس وأساس كل نهضة حضارية.. فزوروا هذا المكان وانقلوا الصورة كما هي.. لأنه يستحق.